دراسات في التصوف
الناشر
دار الإمام المجدد للنشر والتوزيع
رقم الإصدار
الأولى
سنة النشر
١٤٢٦ هـ - ٢٠٠٥ م
تصانيف
ولكن الصوفية يروون عن مشائخهم أنهم لم يكونوا ينامون الليل ويقطعونه في الذكر والتلاوة كما ذكر أبن عجيبة الحسني:
" وقد كان منهم من يقطع الليل كله في ركعة، ويختم القرآن في كل ليلة " (١).
ويحكي عبد السلام الفيتوري عن نفسه أنه يسبح سبعين ألفا وباسم الجلالة خمسمائة ألف في كل يوم وليلة، ويختم القرآن قبل أن يستقر الضيا " (٢).
وقطع النظر عن عدم وقوع هذا عقلا كره الرسول ﷺ ختم القرآن في أقل من ثلاث حيث قال:
(لم يفقه من قرأ في أقل من ثلاث) (٣).
ولكن القوم جعلوا الغلو والمغالاة من أصول الولاية والكرامة مسفهين العقل ومخالفين النقل، فينقل المنوفي الحسيني عن عبد الفتاح الشبلنجي الشاذلي أنه كان يصلي مائة وثمانين ركعة تهجدا كل ليلة، ويقرأ نصف القرآن كل نهار مع سبعين ألفا على المسبحة من أوراد وأذكار شتى (٤).
ونقل عن بعضهم أنه أدعى:
" أنا منذ ثلاثين سنة أصوم وأقوم الليل " (٥).
ونقل الجامي عن الجنيد أنه قال:
" ما رأيت أعبد من السري أتت عليه سبعون سنة ما رؤى مضطجعا إلا في علة الموت " (٦).
ونقل القوم عن عطاء السلمي أنه كان إذا جنّه الليل يخرج إلى المقابر فلا يزال
_________
(١) إيقاظ الهمم لأبن عجيبة ص ٤٦٠.
(٢) الوصية الكبرى للفيتوري ص ٦٦.
(٣) رواه الترمذي وأبو داود والدارمي وصححه الألباني.
(٤) أنظر جمهرة الأولياء للمنوفي الحسيني ج٢ ص ٢٧٤ ط مؤسسة الحلبي القاهرة.
(٥) إيقاظ الهمم لأبن عجيبة الحسني ص ٣٦.
(٦) نفحات الأنس لأبن عجيبة الحسني ص ٣٦.
1 / 52