153

صلاح البيوت

الناشر

مطبعة السلام - ميت غمر

رقم الإصدار

الأولى

سنة النشر

٢٠٠٩ م

مكان النشر

مصر

تصانيف

لآكل شيئا حرمه الله علي فقتله وألحقه بأخوته وقال لأمهم: إني لأجدني أرثي لك فما رأيت اليوم ويحك فكلي لقمة ثم أصنع بك ما شئت وأعطيك ما أحببت تعيشين به. قالت: ما أجمع بين ثكل ولدي ومعصية الله ﷿ فلو حييت بعدهم ما أردت ذلك وما كنت لآكل شيئا مما حرمه الله تعالى أبدًا فقتلها وألحقها ببنيها (١). - الخنساء ﵂: وقد ضربت أروع الأمثلة في التضحية بفلذات كبدها في موقعة القادسية، فقد وقفت بين أبنائها الأربعة، عندما تهيئوا للخروج مجاهدين في سبيل الله، توصيهم بالصبر عند اللقاء، وتحرضهم على التضحية والفداء، وتقول لهم: يا بني: إنكم أسلمتم طائعين، وهاجرتم مختارين، والله الذي لا إله إلا هو إنكم لبنو رجل واحد، كما أنكم بنو امرأة واحدة، ما هجنت حسبكم، ولا غيرت نسبكم، واعلموا أن الدار الباقية خيرًا من الدار الفانية ﴿يَا أَيّهَا الّذِينَ آمَنُواْ اصْبِرُواْ وَصَابِرُواْ وَرَابِطُواْ وَاتّقُواْ اللهَ لَعَلّكُمْ تُفْلِحُونَ﴾ (٢) فإذا أصبحتم فاغدوا إلى قتال عدوكم مستبصرين، وبالله على أعدائه مستنصرين، فإذا رأيتم الحرب قد شمرت عن ساقها، وحللت نارًا على

(١) المنتظم لابن الجوزي الجزء الثاني. (٢) سورة آل عمران – الآية ٢٠٠.

1 / 154