السير لأبي إسحاق الفزاري
محقق
فاروق حمادة
الناشر
مؤسسة الرسالة
رقم الإصدار
الأولى
سنة النشر
١٩٨٧
مكان النشر
بيروت
تصانيف
السيرة النبوية
٤٢٢ - نا الْفَزَارِيُّ، عَنْ صَفْوَانَ بْنِ عَمْرٍو، قَالَ: حَدَّثَنَا حَوْشَبُ بْنُ سَيْفٍ، قَالَ: غَزَا النَّاسُ فِي زَمَانِ مُعَاوِيَةَ، وَعَلَيْهِمْ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ خَالِدٍ، فَغَلَّ رَجُلٌ مِنَ الْمُسْلِمِينَ مِائَةَ دِينَارٍ رُومِيَّةً، فَلَمَّا قَفَلَ الْجَيْشُ نَدِمَ الرَّجُلُ، فَأَتَى عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ خَالِدٍ فَأَخْبَرَهُ خَبَرَهُ، وَسَأَلَهُ أَنْ يَقْبَلَهَا مِنْهُ، فَأَبَى، وَقَالَ: قَدْ تَفَرَّقَ الْجَيْشُ، فَلَنْ أَقْبَلَهَا مِنْكَ حَتَّى تَأْتِي بِهَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ، فَجَعَلَ يَسْتَقْرِئُ أَصْحَابَ النَّبِيِّ ﵇ يَسْأَلُهُمْ، فَيَقُولُونَ مِثْلَ ذَلِكَ فَلَمَّا قَدِمَ دِمَشْقَ عَلَى مُعَاوِيَةَ فَذَكَرَ ذَلِكَ لَهُ، فَقَالَ لَهُ مِثْلَ ذَلِكَ، فَخَرَجَ مِنْ عِنْدِهِ وَهُوَ يَبْكِي، وَيَسْتَرْحِمُ، فَمَرَّ بِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ الشَّاعِرِ السَّكْسَكِيِّ، فَقَالَ: مَا يُبْكِيكَ؟ فَذَكَرَ لَهُ أَمْرَهُ، فَقَالَ: أَمُطِيعِي أَنْتَ يَا عَبْدَ اللَّهِ؟ قَالَ: نَعَمْ، قَالَ: فَانْطَلِقْ إِلَى مُعَاوِيَةَ، فَقُلِ: اقْبَلْ مِنِّي خُمْسَكَ، فَادْفَعْ إِلَيْهِ عِشْرِينَ دِينَارًا، وَانْظُرْ إِلَى الثَّمَانِينَ الْبَاقِيَةِ فَتَصَدَّقْ بِهَا عَنِ ذَلِكَ الْجَيْشِ، فَإِنَّ اللَّهَ يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ، وَهُوَ أَعْلَمُ بِأَسْمَائِهِمْ وَمَكَانِهِمْ، فَفَعَلَ الرَّجُلُ، فَقَالَ مُعَاوِيَةُ: لَأَنْ أَكُونَ أَفْتَيْتُهُ بِهَا أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ أَمْلِكُهُ، أَحْسَنَ الرَّجُلُ.
٤٢٣ - نا الْفَزَارِيُّ قَالَ: وَسَأَلْتُ سُفْيَانَ وَالْأَوْزَاعِيَّ عَنِ الرَّجُلِ يَغُلُّ ثُمَّ يَنْدَمُ، وَقَدْ تَفَرَّقَ الْجَيْشُ فَقَالَا: يَتَصَدَّقُ بِهِ عَنْ ذَلِكَ الْجَيْشِ، فَإِنْ كَانَ قَدِ اسْتَهْلَكَ مَا غَلَّ غَرِمَهُ ⦗٢٥٠⦘ وَقَالَ سُفْيَانُ: وَإِنْ لَمْ يَقْدِرْ عَلَيْهِمْ وَلَا عَلَى وَرَثَتِهِمْ
1 / 249