• (أما في ثلاثة مواطن فلا يذكر أحد أحدا) لعظم هولها وشدة روعها (عند الميزان) إذا نصب لوزن الأعمال قال المناوي وهي واحدة ذات لسان وكفتين وكفة الحسنات من نور وكفة السيئات من ظلمة (حتى يعلم الإنسان أيخف ميزانه) بمثناة تحتية وخاء معجمة فيكون من الهالكين (أم يثقل) فيكون من الناجين (وعند الكتاب) أي صحف الأعمال (حين يقال هاؤم) اسم فعل بمعنى خذوا (اقرؤوا كتابيه) تنازعه هاؤم واقرؤا فه مفعول اقرؤا لأنه أقرب العاملين ولأنه لو كان مفعول هاؤم لقيل اقرؤه إذ الأولى إضماره حيث أمكن أي يقوله ذلك الناجي لجماعة لما يحصل له من السرور ما يفيده كلام المحلى في تفسيره والظاهر أن قوله حين يقال هاؤم اقرؤا كتابيه معترض بين قوله وعند الكتاب وقوله (حتى يعلم أين يقع كتابه أفي يمينه أم في شماله أم من وراء ظهره) وناصب حين مقدر أي فينسر حين يقال هذا ما ظهر فليتأمل قال العلقمي قال ابن السائب تلوى يده اليسرى خلف ظهره ثم يعطى كتابه وظاهر الحديث أن من يؤتى كتابه بشماله على قسمين أحدهما يؤتى كتابه بشماله لا من وراء ظهره والثاني بشماله من وراء ظهره ذكره ابن رسلان قلت ويحتمل أن يقال أن العاصي المؤمن يعطى كتابه بشماله والكافر من وراء ظهره ويشهد له الآية حيث ذكر اليمين ووراء الظهر (وعند الصراط إذا وضع بين ظهراني جهنم) قال المناوي بفتح الظاء أي على ظهرها أي وسطها كالجسر فزيدت الألف والنون للمبالغة والياء لصحة دخول بين على متعدد وقيل لفظ ظهراني مقحم (حافتاه) أي الصراط (كلاليب كثيرة) أي هما نفسهما كلاليب وهو أبلغ من كونها فيهما (وحسك كثير) جمع حسكة وهي شوكة صلبة معروفة وقيل نبات # ذو شوك يتخذ مثله من حديد وقيل شوك يسمى شوك السعدان وهو نبت ذو شوك جيد مرعى الإبل تسمن عليه (يحبس الله بها من يشاء من خلقه ) أي يعوقه عن المرور ليهوى في النار (حتى يعلم أينجو أم لا) قال العلقمي سببه كما في أبي داود عن عائشة أنها ذكرت النار فبكت فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما يبكيك قالت ذكرت النار فبكيت فهل تذكرون أهليكم يوم القيامة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أما فذكره قولها ذكرت النار أي ما يحصل من شدة رؤيتها والعرض عليها أو الورود عليها وقولها فبكيت فيه شدة خوف الصحابة رضي الله تعالى عنهم مع عظم منزلتهم وناهيك بعائشة ومنزلتها عند النبي صلى الله عليه وسلم وقولها هل تذكرون أهليكم يحتمل أن تريد بالأهل نفسها والتقدير هل تذكروني يوم القيامة ويحتمل أن تريد نفسها وبقية صواحباتها (دك) عن عائشة
صفحة ٣٢٩