(1)
لعمرك ما للفتى صحرة[1] # لعمرك ما إن له من وزر[2]
أبعد قبائل من حمير # أبيدوا صباحا بذات العبر[3]
بألف ألوف وحرابة[4] # كمثل السماء قبيل المطر
يصم صياحهم المقربات[5] # وينفون من قاتلوا بالذفر[6]
سعالى[7] مثل عديد التراب # تيبس منهم رطاب الشجر
وقال عمرو بن معديكرب[8] الزبيدى في شيء كان بينه وبين قيس بن مكشوح المرادي[9]، فبلغه أنه يتوعده، فقال يذكر حمير وعزها، وما زال من ملكها عنها:
أتوعدني كأنك ذو رعين # بأفضل عيشة، أو ذو نواس
وكائن كان قبلك من نعيم # وملك ثابت في الناس راسى
قديم عهده من عهد عاد # عظيم قاهر الجبروت قاسي
فأمسى أهله بادوا وأمسى # يحول من أناس في أناس
[ (1) ]الصحرة: المتسع، أخذ من لفظ الصحراء.
[ (2) ]الوزر: الملجأ. ومنه اشتق الوزير لأن الملك يلجأ إلى رأيه.
[ (3) ]ذات العبر: ذات الحزن، ويقال: عبر الرجل (من باب علم) ، إذا حزن، ويقال: لأمه العبر، كما يقال لأمه الثكل، وذات العبر: اسم من أسماء الداهية.
[ (4) ]الحرابة: أصحاب الحراب .
[ (5) ]المقربات: الخيل العتاق التي لا تسرح في الرعي، ولكن تحبس قرب البيوت معدة للعدو.
[ (6) ]كذا في الأصول، وتواريخ مكة للأزرقى. والذفر: الرائحة الشديدة. يريد أنهم. بريحهم وأنفاسهم يتقون من قاتلوا، وهذا إفراط في وصفهم بالكثرة، بل بنتن آباطهم وخبيث رائحتهم، لأن السودان أنتن الناس آباطا وأعراقا. وفي الطبري: «بالزمر» والزمر: جمع زمرة، وهي الجماعة من الناس
[ (7) ]سعالى: جمع سعلاة، وهي من الجن، أو هي الساحرة منها.
[ (8) ]معديكرب: معناه بالحميرية: وجه الفلاح. ومعدى: وجه. والكرب: الفلاح.
[ (9) ]إنما هو حليف لمراد، واسم مراد: يحابر بن سعد العشيرة بن مذحج، ونسبه في بجيلة، ثم في بنى أحمس، وأبوه مكشوح اسمه: هبيرة بن هلال، ويقال: عبد يغوث بن هبيرة بن الحارث بن عمرو ابن عامر بن على بن أسلم بن أحمس بن الغوث بن أنمار، وأنمار: هو والد بجيلة وخثعم، وسمى أبوه مكشوحا لأنه ضرب بسيف على كشحة، ويكنى قيس أبا شداد، وهو قاتل الأسود العنسي الكذاب. وكان قيس بطلا بئيسا، قتله على-كرم الله وجهه-يوم صفين.
صفحة ٤٠