378

الصناعتين

محقق

علي محمد البجاوي ومحمد أبو الفضل إبراهيم

الناشر

المكتبة العنصرية

مكان النشر

بيروت

مناطق
إيران
الامبراطوريات
البويهيون
من هذا الجنس فظهر فيها أثر التكلّف، وبان عليها سمة التعسف، وسلم بعضها ولم يسلم بعض؛ فمن ذلك ما روى أنه للخنساء:
حامى الحقيقة محمود الخليقة مه ... دىّ الطريقة نفاع وضرّار
هذا البيت جيد؛ ثم قالت:
فعّال سامية ورّاد طامية ... للمجد نامية تعنيه أسفار
هذا البيت ردىء لتبرىء بعض ألفاظه من بعض؛ ثم قالت:
جواب قاصية جزّاز ناصية ... عقّاد ألوية للخيل جرّار
آخر هذا البيت لا يجرى مع ما قبله، وإذا قسته بأوله وجدته فاترا باردا؛ ثم قالت:
حلو حلاوته فصل مقالته ... فاش حمالته للعظم جبّار
وهذا مثل ما قبله؛ وقول أبى صخر الهذلى «١»:
وتلك هيكلة خود مبتّلة «٢» ... صفراء رعبلة فى منصب سنم
هذا البيت صالح؛ وبعده:
عذب مقبّلها جذل مخلخلها ... كالدّعص «٣» أسفلها مخصورة القدم
كأن قوله: «مخصورة القدم» ناب عن موضعه غير واقع فى موقعه؛ وبعده:
سود ذوائبها بيض ترائبها ... محض ضرائبها صيغت على الكرم
وهذا البيت أيضا قلق القافية؛ وبعده:
سمح خلائقها درم مرافقها ... يروى معانقها من بارد شبم
هذا البيت ردىء لبعد ما بين الخلائق، والمرافق، وما بين الدّرم، والسمح؛ ولولا أن السجع اضطره لما قال: سمح وليس لعظم مرفقها حجم «٤» . وهذا مثل قول القائل لو قال: خلق فلان حسن وشعره جعد «٥» . ليس هذا من تأليف

1 / 378