صفة النبي صلى الله عليه وسلم وصفة أخلاقه وسيرته وأدبه وخفض جناحه
محقق
أحمد البزرة
الناشر
دار المأمون للتراث
رقم الإصدار
الثانية 1423 هـ 2003 م
تصانيف
الحديث
عمليات البحث الأخيرة الخاصة بك ستظهر هنا
صفة النبي صلى الله عليه وسلم وصفة أخلاقه وسيرته وأدبه وخفض جناحه
محمد بن هارون بن شعيب، أبو علي الأنصاري الدمشقي (المتوفى: 353هـ) ت. 353 هجريمحقق
أحمد البزرة
الناشر
دار المأمون للتراث
رقم الإصدار
الثانية 1423 هـ 2003 م
تصانيف
الأنف، كأن عنقه إبريق فضة، كأن الذهب يجري في تراقيه.
كان لحبيبي محمد صلى الله عليه وسلم شعرات من لبته إلى سرته كأنهن قضيب مسلك أسود، لم يكن في جسده ولا صدره شعرات غيرهن. بين كتفيه كدارة القمر ليلة البدر مكتوب بالنور سطران: السطر الأعلى: لا إله إلا الله، وفي السطر الأسفل: محمد رسول الله. وكان حبيبي محمد صلى الله عليه وسلم شثن الكفين والقدم، إذا مشى كأنما ينقلع من صخر، وإذا انحدر كأنما ينحدر من صبب، وإذا التفت التفت بمجامع بدنه، وإذا قام غمر الناس، وإذا قعد علا الناس، فإذا تكلم نصت له الناس، وإذا خطب بكى الناس.
وكان حبيبي محمد صلى الله عليه وسلم أرحم الناس بالناس، وكان لليتيم كالأب الرحيم، وللأرملة كالزوج الكريم، وكان محمد صلى الله عليه وسلم أشجع الناس قلبا، وأبذله كفا وأصبحه وجها وأطيبه ريحا، وأكرمه حسبا، لم يكن مثل ولا مثله أهل بيته في الأولين والآخرين.
كان لباسه العباءة وطعامه خبز الشعير، ووسادته الأدم محشوة بليف النخل، سريره أم غيلان مرمل بالشريط، كان لمحمد صلى الله عليه وسلم عمامتان: أحدهما: تدعى السحاب. والأخرى: العقاب. وكان سيفه ذا الفقار، ورايته الغبراء، وناقته العضباء، وبغلته دلدل، حماره يعفور، فرسه مرتجز، شاته بركة، قضيبه الممشوق، لواءه الحمد، إدامه اللبن، قدره الدباء، تحيته الشكر.
يا أهل الكتاب. كان حبيبي محمد صلى الله عليه وسلم يعقل البعير، ويعلف الناضح، ويحلب الشاة، ويرقع الثوب، ويخصف النعل صلى الله عليه وسلم. *
صفحة ١٨