وفي سنة عشرين ومائتين (220 ه) (1) .
اتخذ المعتصم سر من رأى مسكنا، وعقد للأفشين على حرب بابك، وكان بابك ولد زنا، [وكان يميل] (2) إلى مذهب الباطنية ويستبيح المحظورات، ركان ظهوره في سنة إحدى ومائتين، واستفحل أمره وبقى عشرين سنة؛ فقتل مايتي ألف وخمسة وخمسين ألف وخمسمائة إنسان، وكان إذا علم عند أحد بنتا جميلة أو أختا طلبها، فإن لم يبعثها إليه بيته وأخذها، واستنقذ من يده لما خذ من المسلمين سبعة آلاف وستمائة إنسان، ومازال المعتصم يمد الأفشين بالاموال لحرب بابك حتى ضجر محاربوه، فكتب المعتصم بالامان لبابك فقتل الذي جاء به ، ثم أفلت إلى جبال ارمينية فلقيه رجل فقال : انزل عندي . تفعل ، وأعلم الأفشين به فأخذ هو واخوه.
وفي سنة ثلاث وعشرين (223 ه
قدم به نقطعت يداه ورجلاه، وذبح وصلب بدنه بسامراء، وأمر أن يفعل بأخيه كذلك، وتوج المعتصم الأفشين ووصله بعشرين ألف ألف درهم، تصفها له ونصفها لعسكره، أنبانا محمد بن عبد الباقي قال : أنبانا علي بن المحسن، عن أبيه قال: إن أخا بابك (الخريي] (4) قال له لما أدخل على المعتصم: يا بابك، إنك قد عملت ما لم يعمله أحد، فاصبر الآن صبرا لم صبره أحد. فقال له : سترى صبري.
صفحة ١٧٦