273

الشفا بتعريف حقوق المصطفى - مذيلا بالحاشية المسماة مزيل الخفاء عن ألفاظ الشفاء

الناشر

دار الفيحاء

رقم الإصدار

الثانية

سنة النشر

١٤٠٧ هـ

مكان النشر

عمان

أَبِي «١» ذَرٍّ ﵁ «٢» . «إِنِّي أَرَى مَا لَا تَرَوْنَ وَأَسْمَعُ مَا لَا تَسْمَعُونَ، أطّت «٣» السماوات، وَحَقَّ لَهَا أَنْ تَئِطَّ. مَا فِيهَا مَوْضِعُ أربع أَصَابِعَ إِلَّا وَمَلَكٌ وَاضِعٌ جَبْهَتَهُ سَاجِدًا لِلَّهِ. وَاللَّهِ لَوْ تَعْلَمُونَ مَا أَعْلَمُ لَضَحِكْتُمْ قَلِيلًا وَلَبَكَيْتُمْ كَثِيرًا، وَمَا تَلَذَّذْتُمْ بِالنِّسَاءِ عَلَى الْفُرُشِ، وَلَخَرَجْتُمْ إِلَى الصُّعْدَاتِ تَجْأَرُونَ إِلَى اللَّهِ. لَوَدِدْتُ أَنِّي شَجَرَةٌ تُعَضَدُ» . رُوِيَ هَذَا الْكَلَامُ «وَدِدْتُ أَنِّي شَجَرَةٌ تُعْضَدُ» مِنْ قَوْلِ أَبِي ذَرٍّ نَفْسِهِ «٤»، وَهُوَ أَصَحُّ. وَفِي حَدِيثِ «٥» الْمُغِيرَةِ «٦»: صَلَّى رسول الله ﷺ حتى انتفخت قدماه.

(١) هو جندب بن جنادة ابن سكن كَانَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ يبتدئه اذا حضر ويفتقده اذا غاب. وكان يقول في حقه «ما أقلت الغبراء ولا أظلت الخضراء أصدق لهجة من أبي ذر» وقال أيضا في حقه ﵁ «يرحم الله ابا ذر يعيش وحده ويموت وحده ويحشر وحده، توفي بالربدة سنة ٣١ هـ. (٢) مرفوعا كما صرح به الترمذي في الزهد وقال: حسن غريب. ويروى عن أبي ذر موقوفا. واخرج ابن ماجه فيه نحوه، ورواه محمد بن حميد الرازي ورفعه أيضا. (٣) اطت: أحدثت صوتا لقوة ما فوقها من ثقل. (٤) فهو كلام مدرج. (٥) رواه الشيخان وغيرهما. (٦) المغيرة بن شعبة بن أبي عامر الثقفي اسلم قبل عمرة الحديبية وشهدها وبيعة الرضوان وهو من دهاة العرب ويقال له مغيرة الرأي توفي سنة ٥ هـ. .

1 / 285