249

كتاب شفاء الأوام

تصانيف

(خبر) وروت عائشة أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم صلى وعليه خميصة ذات أعلام فلما فرغ قال: ((ألهتني أعلام هذه اذهبوا بها)) والخميصة -بالخاء المعجمة والياء معجمة باثنتين من أسفل والصاد غير معجمة- كساء أسود من صوف أو خز له علمان فإن لم يكن معلما فليس بخميصة.

وروي أن أبا طلحة الأنصاري كان يصلي في حائط له فطار دبسي فطفق يتردد يلتمس مخرجا له فأعجبه ذلك فجعل يتبعه في بصره ساعة ثم رجع إلى صلاته فإذا هو لم يدر كم صلى فقال: لقد أصابني في مالي هذا فتنة، فجاء إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم فذكر له الذي أصابه في حائطه من الفتنة وقال: يا رسول الله، هو صدقة ضعه حيث شئت.

(خبر) وروي أن رجلا من الأنصار كان يصلي في حائط في زمان التمر والنخل وقد ذللت وهي مطوقة بثمرها فنظر إليها فأعجبه ما رأى من ثمرها ثم رجع إلى صلاته فإذا هو لم يدري كم صلى فقال: لقد أصابتني في مالي هذا فتنة فجاء عثمان بن عفان وهو يومئذ خليفة فذكر له ذلك، وقال: هو صدقة فاجعله في سبيل الخير، فباعه عثمان بن عفان بخمسين ألفا فسمى ذلك المال الخمسون.

فصل

قال: فأما درء المال فتلك الإشارة مندوب إليها.

(خبر) لما روي أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أمر بدفع المار بين يديه.

(خبر) وروى أبو صالح السمان قال: رأيت أبا سعيد الخدري في يوم جمعة يصلي إلى شيء يستره من الناس فأراد شاب من بني أبي معيط أن يجتاز بين يديه فدفع أبو سعيد في صدره فنظر الشاب فلم يجد مساغا إلا بين بين يديه فعاد ليجتاز فدفعه أبو سعيد أشد من الأولى فنال من أبي سعيد ثم دخل على مروان فشكا إليه ما لقي من أبي سعيد فدخل أبو سعيد خلفه على مروان، فقال: مالك ولابن أخيك يا أبا سعيد، قال: سمعت النبي صلى الله عليه وآله وسلم يقول: ((إذا صلى أحدكم إلى شيء يستره من الناس فأراد أحد أن يجتاز بين يديه فليدفع فإن أبى فليقاتله فإنما هو شيطان)).

صفحة ٢٥٠