235

كتاب شفاء الأوام

تصانيف

التشهد من الألفاظ اختار أن يقول في التشهد الثاني: بسم الله، وبالله، والحمدلله، والأسماء الحسنى كلها لله، أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، اللهم صلي على محمد وعلى آل محمد وبارك على محمد وعلى آل محمد، كما صليت وباركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد، ثم يسلم، نص على ذلك في (الأحكام) قال: وكذلك حدثني أبي، عن أبيه في التشهد قال: وكان يرويه عن زيد بن علي، عن آبائه، عن علي عليه السلام، وقال في (المنتخب): إن قال في التشهد الثاني: التحيات لله، والصلوات، والطيبات، أشهد أن لا إله إلا الله، وأتم التشهد فلا بأس، والأصل في ذلك ما رواه أبو الزبير، عن جابر بن عبدالله أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم كان يقول في التشهد: بسم الله وبالله، ولا أحد يقول ذلك في أول التشهد إلا ويذهب إلى الإتمام بما ذكرناه، يبين ذلك ما روي عن علي عليه السلام فقد رواه عنه زيد بن علي عليه السلام وإذا ثبت عن علي عليه السلام جرى مجرى المسند إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم على أن اختيار علي عليه السلام أولى من اختيار غيره لثبوت عصمته؛ ولأن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: ((علي مع الحق والحق معه)) وقال فيه: ((إن الله سيهدي قلبك ويثبت لسانك)) وما ذكرناه من قولنا التحيات إلى آخره رواه عبدالله عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم؛ لأنه قال: أخذ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بيدي فقال: (( قل التحيات لله والصلوات والطيبات)).

قال: فخبرنا أولى؛ لأن كل كلمة من هذه الألفاظ ثناء على الله تعالى على حيالها؛ ولأن فيها زيادات وهو الواوات وهي من الثقة مقبولة، فوجب أن يكون المصير إلى خبرنا أولى.

فصل وقد ذكرنا التسليم بعد التشهد الأخير فيما مضى فروى يحيى عن أبيه، عن جده

صفحة ٢٣٦