الموجودة لا أنها تكسبها (1) بحركتها. ولو لم يجعلوا هذا الشوق إلى الصور (2) المقومة التي هى كمالات أولى. بل إلى الكمالات الثانية اللاحقة ، لكان تصور معنى هذا الشوق من المتعذر ، فكيف وقد جعلوا ذلك شوقا لها إلى الصورة المقومة؟
فمن هذه الأشياء يعسر على فهم هذا الكلام الذي هو أشبه بكلام الصوفية منه بكلام الفلاسفة ، وعسى أن يكون غيرى يفهم هذا الكلام حق الفهم ، فليرجع إليه فيه. ولو كان بدل الهيولى بالإطلاق هيولى ما (3) تستكمل (4) بالصورة الطبيعية (5) حتى يحدث من الصورة الطبيعية التي فيها لها (6) انبعاث نحو استكمالات تلك الصورة مثل الأرض في التسفل والنار في التصعد ، لكان لهذا الكلام وجه وإن (7) كان مرجع (8) ذلك الشوق إلى الصورة الفاعلة ، وأما هذا على (9) الإطلاق فلست (10) أفهمه.
* [الفصل الثالث (11) ] ج فصل * فى كيفية كون هذه المبادئ مشتركة (12)
لما كان نظرنا هذا إنما هو في المبادئ المشتركة ، فيحق علينا أن ننظر في هذه المبادئ الثلاثة المشتركة أنها على أى نحو من النحوين المذكورين تكون مشتركة. لكنه سيظهر لنا أن الأجسام منها ما هي قابلة للكون والفساد ، أى منها ماهيولاها (13) تستجد صورة وتخلى صورة ، ومنها ما ليست (14) قابلة للكون والفساد (15)، بل وجودها
صفحة ٢١