وأما الصيغات التى بحسب القسم الرابع: أما الذى بحسب المشا كلة التامة فأن يتكرر فى البيت معنى واحد باستعمالات مختلفة؛ وأما الذى بحسب المشاكلة الناقصة فأن يكون هناك معان مفردة متضادة أو متناسبة، كمعنى القوس والسهم، ومعنى الأب والابن. وقد يكون التناسب بتشابه فى النسبة، وقد يكون بجهة الاستعمال، وقد يكون باشتراك فى الحمل، وقد يكون باشتراك فى الاسم. مثال الأول: الملك والعقل. مثال الثانى: القوس والسهم. مثال الثالث: الطول والعرض. مثال الرابع: الشمس والمطر.
وربما صرح بسبب المشاكلة، وربما لم يصرح. وإذا صرح فربما كان بحسب لأمر فى نفسه، وربما كان بحسب الوضع. والمخالفة إما تامة فى الأضداد وما جرى مجراها، وإما ناقصة وهى بين شىء ونظير ضده أو مناسب ضده، أو بين نظيرى ضدين أو مناسبيهما. وربما كانت المخالفة بسبب يذكر، وربما كانت فى نفس الأمر.
وأما الذى بحسب القسم الخامس: فأما فى المشاكلة فأن يكون معنى مركب من معان وآخر غيره يتشاكل ترتيبهما أو يشتر كان فى الأجزاء. وأما الذى بالمخالفة فأن يتخالفا فى التركيب أو الترتيب بعد الشركة فى الأجزاء، أو بلا شركة فى الأجزاء: ويدخل فى هذه القسمة كقولهم: إما كذا كذا، وإما كذا كذا. والجمع والتفريق كقولهم: أنت وفلان بحر، لكن أنت للغمارة، وذاك للزعاقة. وجمع الجملة لتفصيل البيان كقولهم «يرجى»، «ويتقى»:
يرجى الحيا منه وتخشى الصواعق
فهذه هى الصيغات الشعرية على سبيل الاختصار.
واليونانيون كانت لهم أغراض محدودة يقولون فيها الشعر، وكانوا يخصون كل غرض بوزن على حدة. وكانوا يسمون كل وزن باسم على حدة:
صفحة ١٦٥