وكل لفظ دال: فاما حقيقى مستول، وإما لغة، وإما زينة، وإما موضوع، وإما منفصل، وإما متغير. والحقيقى هو اللفظ المستعمل عند الجمهور المطابق بالتواطؤ للمنى. وأما اللغة فهى اللفظ الذى تستعمله قبيلة وأمة أخرى وليس من لسان المتكلم، وإنما أخذه من هناك ككثير من الفارسية المعربة بعد أن لا يكون مشهورا متداولا قد صار كلغة القوم.
وأما النقل فأن يكون أول الوضع والتواطؤ على معنى وقد نقل عنه إلى معنى آخر من غير أن صار كأنه اسمه صيرورة لا يميز معها بين الأول والثانى فتارة تنقل من الجنس إلى النوع، وتارة من النوع إلى الجنس، وتارة من نوع إلى نوع آخر، وتارة إلى منسوب إلى شىء من مشابهه فى النسبة إلى رابع، فثل قولهم «للشيخوخة» إنها «مساء العمر» أو «خريف الحياة».
وأما الاسم الموضوع المعمول فهو الذى يخترعه الشاعر ويكون هو أول من استعمله. وكما أن المعلم الأول اخترع أيضا أسماء ووضع للمعنى الذى يقوم فى النفس مقام الجنس اسما هو انطلاخيا.
وأما الاسم المنفصل والمختلط فهو الذى احتيج إلى أن حرف عن أصله بمد قصر، أو قصر مد، أو ترخيم، أو قلب. وقيل إنه الذى يعسر التفوه به لطوله أو لتنافر حروفه واستعصائها على اللسان أو بحال اجتماعها، والأول هو الصحيح.
وأما المتغير وهو المستعار والمشبه على نحو ما قيل فى «الخطابة».
والزينة هى اللفظة التى لا تدل بتركيب حروفها وحده، بل بما يقترن به من هيئة نغمة ونبرة — وليست للعرب.
صفحة ١٩٢