شواهد التوضيح والتصحيح لمشكلات الجامع الصحيح
محقق
الدكتور طَه مُحسِن
الناشر
مكتبة ابن تيمية
الإصدار
الأولى
سنة النشر
١٤٠٥ هـ
ومنها قول النبي ﷺ لجابر (هل تزوجت بكرًا أم ثيبًا؟) (١٤٠٦).
وقوله ﵊ (من قُتل في سبيل الله فهو شهيد ... ومن مات في الطاعون فهو شهيد؟ ومن مات في البَطن فهو شهيد) (١٤٠٧).
وقوله ﵊ (إنما يكفي أحدكم أن يضعَ يدَه على فخِذه ثم يسلم على أخيه من على يمينه وشماله) (١٤٠٨).
قلت: في "هل تزوجت بكرًا أم ثيبا" شاهد على أن "هل" قد (١٤٠٩)، تقع موقع الهمزة المستفهم بها عن التعيين، فتكون "أم" بعدها متصلة غير منقطعة، لأن استفهام النبي ﷺ جابرًا لم يكن إلا بعد علمه بتزوجه (١٤١٠) إما بكرًاو إما ثيبًا، فطلب منه الأعلام بالتعيين، كما كان يطلبه ب "أيّ".
فالموضع إذن موضع الهمزة، لكن استغني عنها ب "هل". وثبت بذلك أن "أم" المنقطعة قد تقع بعد "هل" كما تقع بعد الهمزة.
******
و"في" من قوله "في الطاعون" و"في البَطن" بمعنى الباء الدالة على السببية، كقوله تعالى ﴿لَوْلَا كِتَابٌ مِنَ اللَّهِ سَبَقَ [٣٠ظ] لَمَسَّكُمْ فِيمَا أَخَذْتُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ﴾ (١٤١١).
******
وفي قوله "من على يمينه" شاهد على استعمال "على" اسمًا، وأن ذلك غير مخصوص بالشعر.
(١٤٠٦) صحيح البخاري ٤/ ٦٣.
(١٤٠٧) الحديث ليس فى صحيح البخاري. وإنما هو في صحيح مسلم ٣/ ١٥٢١.
(١٤٠٨) وهذا الحديث ايض اليس في صحيح البخاري. وهو في صحيح مسلم ١/ ٣٢٢.
(١٤٠٩) قد: ساقط من ج.
(١٤١٠) ج: بتزويجه. تحريف.
(١٤١١) الأنفال ٨/ ٦٨. وتعْدت الآية مع بسط موضوع دلالة "في" على السببية بمعنى الباء في
البحث المرقم ١٨.
1 / 265