شرح الصدور بشرح حال الموتى والقبور

جلال الدين السيوطي ت. 911 هجري
173

شرح الصدور بشرح حال الموتى والقبور

محقق

عبد المجيد طعمة حلبي

الناشر

دار المعرفة

رقم الإصدار

الأولى

سنة النشر

١٤١٧ هجري

مكان النشر

لبنان

تصانيف

أَخَذته الزَّبَانِيَة من كل مَكَان فَجَاءَهُ أمره بِالْمَعْرُوفِ وَنَهْيه عَن الْمُنكر فاستنقذاه من أَيْديهم وأدخلاه مَعَ مَلَائِكَة الرَّحْمَة وَرَأَيْت رجلا من أمتِي جاثيا على رُكْبَتَيْهِ بَينه وَبَين الله حجاب فَجَاءَهُ حسن خلقه فَأخذ بِيَدِهِ فَأدْخلهُ على الله وَرَأَيْت رجلا من أمتِي قد هوت بِهِ صَحِيفَته من قبل شِمَاله فَجَاءَهُ خَوفه من الله فَأخذ صَحِيفَته فَجَعلهَا عَن يَمِينه وَرَأَيْت رجلا من أمتِي قد خف مِيزَانه فَجَاءَتْهُ أفراطه فثقلوا مِيزَانه وَرَأَيْت رجلا من أمتِي قَائِما على شَفير جَهَنَّم فَجَاءَهُ وجله من الله فاستنقذه من ذَلِك وَمضى وَرَأَيْت رجلا من أمتِي هوى فِي النَّار فَجَاءَتْهُ دُمُوعه الَّتِي بَكَى بهَا من خشيَة الله فِي الدُّنْيَا فاستخلصه من النَّار وَرَأَيْت رجلا من أمتِي قَائِما على الصِّرَاط يرعد كَمَا ترْعد السعفة فَجَاءَهُ حسن ظَنّه بِاللَّه فسكن روعه وَمضى وَرَأَيْت رجلا من أمتِي على الصِّرَاط يزحف أَحْيَانًا ويحبو أَحْيَانًا فَجَاءَتْهُ صلَاته عَليّ فَأخذت بِيَدِهِ فأقامته وَمضى على الصِّرَاط وَرَأَيْت رجلا من أمتِي إنتهى إِلَى أَبْوَاب الْجنَّة فغلقت الْأَبْوَاب دونه فَجَاءَتْهُ شَهَادَة أَن لَا إِلَه إِلَّا الله ففتحت لَهُ الْأَبْوَاب وأدخلته الْجنَّة وَرَأَيْت نَاسا تقْرض شفاههم فَقلت يَا جِبْرِيل من هَؤُلَاءِ قَالَ المشاؤون بَين النَّاس بالنميمة وَرَأَيْت رجَالًا معلقين بألسنتهم قلت من هَؤُلَاءِ يَا جِبْرِيل قَالَ هَؤُلَاءِ الَّذين يرْمونَ الْمُؤمنِينَ وَالْمُؤْمِنَات بِغَيْر مَا اكتسبوا قَالَ الْقُرْطُبِيّ هَذَا حَدِيث عَظِيم ذكر فِيهِ أعمالا خَاصَّة تنجي من أهوال خَاصَّة ٢ - وَأخرج التِّرْمِذِيّ وإبن مَاجَه عَن الْمِقْدَام بن معد يكرب قَالَ قَالَ رَسُول الله ﷺ للشهيد عِنْد الله سِتّ خِصَال يغْفر لَهُ فِي أول دفْعَة من دَمه وَيرى مَقْعَده من الْجنَّة ويجار من عَذَاب الْقَبْر ويأمن من الْفَزع الْأَكْبَر وَيُوضَع على رَأسه تَاج الْوَقار الياقوتة مِنْهُ خير من الدُّنْيَا وَمَا فِيهَا ويزوج ثِنْتَيْنِ وَسبعين زَوْجَة من

1 / 183