شرح القصائد العشر
الناشر
عنيت بتصحيحها وضبطها والتعليق عليها للمرة الثانية
إذا فعله نهارا، وبات يفعل كذا، إذا فعله ليلا، وأصل ظلَّ ظلل، فكرهت العرب الجمع بين حرفين متحركين من جنس واحد، فأسقطوا حركة الحرف الأول وأدغموه في الثاني، والعذارى: اسم ظل، ويرتمين: خبرها، والكاف في قوله (كهداب) في موضع جر؛ لأنها نعت للشحم، أي مثل هُدَّاب.
(وَيَوْمَ دَخَلْتُ الخِدْرَ خِدْرَ عُنَيْزَة ... فَقَالَتْ: لَكَ الوَيْلاَتُ! إِنَّكَ مُرْجِلِي)
قوله (ويوم) معطوف على قوله (يوم عقرت) ويجوز فيه ما جاز فيه، والخدر: الهودج، ويروى (ويوم دخلت الخدر يوم عنيزة) فعنيزة على هذه الرواية: هضبة سوداء بالشحر ببطن فلج، وعلى الرواية الأولى اسم امرأة، وقوله (لك الويلات) دعاء عليه، و(مرجلي) فيه وجهان: أحدهما أن يكون المراد: أني أخاف أن تعقر
بعيري كما عقرت بعيرك، والثاني - وهو الصحيح - أن يكون المراد إنها لما حملته على بعيرها ومال معها في شقها كرهت أن يعقر البعير، يقال: رَجِل الرَّجُلُ يَرْجَل، إذا صار راجلًا، وأرجله غيره، إذا صيَّره كذلك، وقال ابن الانباري: في قوله (لك الويلات) قولان: أحدهما أن يكون دعاء منها عليه إذ كانت تخاف أن يعقر بعيرها، والقول الآخر: أن يكون دعاء منها له في الحقيقة كما تقول العرب للرجل إذا رمى فأجاد: قاتله الله ما أرماهُ، قال الشاعر:
لَكَ الْوَيْلاَتُ أَقْدِمْنَا عَلَيْهِمْ ... وَخَيْرُ الطَّالِبِي التِّرَةِ الغَشُومُ
وقالت الكندية ترثي اخوتها:
هَوَتْ أُمُّهُمْ، مَاذَا بِهِمْ يَوْمَ صُرِّعُوا ... بِجِيْشَانِ مِنْ أَسْبَابِ مَجْدٍ تَصَرَّما؟
1 / 17