[النص]
أحدهم فيا لله وللشورى (1) متى اعترض الريب في مع الأول منهم حتى
[الشرح]
عرضي يعترض في سيره لأنه لم يتم رياضته، وفي فلان عرضية أي عجرفة وصعوبة (1) إجمال القصة أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه لما دنا أجله وقرب مسيره إلى ربه استشار فيمن يوليه الخلافة من بعده فأشير عليه بابنه عبد الله فقال لا يليها (أي الخلافة) اثنان من ولد الخطاب حسب عمر ما حمل، ثم رأي أن يكل الأمر إلى ستة قال إن النبي صلى الله عليه وسلم مات وهو راض عنهم، وإليهم بعد التشاور أن يعينوا واحدا منهم يقوم بأمر المسلمين، والستة رجال الشورى هم علي بن أبي طالب وعثمان بن عفان وطلحة بن عبيد الله والزبير بن العوام وعبد الرحمن بن عوف وسعد بن أبي وقاص رضي الله عنهم، وكان سعد من بني عم عبد الرحمن كلاهما من بني زهرة وكان في نفسه شئ من علي كرم الله وجهه من قبل أخواله لأن أمه جنة بنت سفيان بن أمية بن عبد شمس ولعلي في قتل صناديدهم ما هو معروف مشهور. وعبد الرحمن كان صهرا لعثمان لأن زوجته أم كلثوم بنت عقبة بن أبي معيط كانت أختا لعثمان من أمه، وكان طلحة ميالا لعثمان لصلات بينهما على ما ذكره بعض رواة الأثر وقد يكفي في ميله إلى عثمان انحرافه عن علي لأنه تيمي وقد كان بين بني هاشم وبنى تيم مواجد لمكان الخلافة في أبي بكر، وبعد موت عمر بن الخطاب رضي الله عنه اجتمعوا وتشاوروا فاختلفوا وانضم طلحة في الرأي إلى عثمان والزبير إلى علي وسعد إلى عبد الرحمن وكان عمر قد أوصى بأن لا تطول مدة الشورى فوق ثلاثة أيام وأن لا يأتي الرابع إلا ولهم أمير، وقال إذا كان خلاف فكونوا مع الفريق الذي فيه عبد الرحمن فأقبل عبد الرحمن على علي وقال عليك عهد الله وميثاقه لتعملن بكتاب الله وسنة رسوله وسيرة الخليفتين من بعده فقال علي أرجو أن أفعل وأعمل على مبلغ علمي وطاقتي، ثم دعا عثمان وقال له مثل ذلك فأجابه بنعم، فرفع عبد الرحمن رأسه إلى سقف المسجد حيث كانت المشورة وقال اللهم اسمع واشهد اللهم إني جعلت ما في رقبتي من ذلك في رقبة عثمان وصفق بيده في يد عثمان وقال السلام عليك يا أمير المؤمنين وبايعه. قالوا وخرج الإمام علي واجدا، فقال المقداد بن الأسود لعبد الرحمن والله لقد تركت عليا وإنه من الذين يقضون بالحق وبه يعدلون، فقال يا مقداد لقد
صفحة ٣٤