============================================================
وللامام السنوسي كتب عديدة، فمنها المقدمات التي نقدم لها، وصغرى الصغرى، والصغرى (أم البراهين)، والوسطى، والكبرى وشرح الجزائرية، ومن قرأ هذه الكتب ووعاها اكتفى باذن الله تعالى في علم التوحيد وتمكن من الأدلة وعرف مواطن الخلاف والوفاق في كثير من المسائل، وتكونت عنده ملكة ومعلومات عديدة يستطيع بها أن يكون ناقدا ممتازا.
أما المقدمات وشرحها، فإن هذا الكتاب على صغر حجمه احتوى على درر، وفوائد في غاية اللطف والنفاسة، ولا يخلو واحد من كتب السنوسي من ذلك، وقد ألفه الإمام السنوسي ليكون ممهدا ومدخلأ لدراسة كتبه الأخرى وباقي كتب أصول الدين، وأودع فيه إضافة إلى ذلك بعض البحوث اللطيفة، كما في بحثه في تعلقات القدرة، وخلافات الأئمة في ذلك وتوجيهها، وفي التقليد وأسبابه النفسية حيث أبدع في ذكر بعض أسباب الانحراف بعد الهدى عند بعض من تجتاله الشياطين، شياطين الهوى، وما أحسن ما ذكره في مسألة التكفير ودرجات الكافرين، وبيان أقوال العلماء متقدميهم ومتأخريهم في تكفير المبتدعة، وإشارته إلى اختيار عدم التكفير للمخالف في دقيق المسائل النظرية.
والامام السنوسي دقيق الملاحظة، فلما نقل عن بعض العلماء أن الإمام الغزالي قد اقترب إلى قول الجاحظ وغيره في القول بنجاة المجتهد مطلقا أصاب أو أخطأ، بين أن حقيقة قول الغزالي ليس كذلك وأن كلامه يدور على معنى آخر، وناقش هذه النسبة له، وكذلك فعل لما أشار إلى نقل الإمام السعد عن الجويني والباقلاني وغيرهما أقوالا ظاهرها خلاف قول أهل الحق في مسألة تأثيرة القدرة الحادثة.
والحقيقة أن الكتاب مختصر لطيف منيف في مجموعة من آهم مسائل علم التوحيد يصح أن يبتدي طالب العلم بدراسته والتمكن من مباحثه، وسوف يكون ذلك له مفتاحا لغيره من بيوت العلم التي شادها الإمام السوسي وقد اشتمل هذا الكتاب الشريف على مباحث مفيدة لطلية العلوم الشرعية، فذكر فيه الإمام السنوسي أنواع الأحكام وأقسامها، من الأحكام
صفحة ٧