شرح المصابيح لابن الملك
محقق
لجنة مختصة من المحققين بإشراف
الناشر
إدارة الثقافة الإسلامية
رقم الإصدار
الأولى
سنة النشر
١٤٣٣ هـ - ٢٠١٢ م
تصانيف
"وعن أنس ﵁ أنه قال: قال رسول الله ﵊: ما من أحد": (من) زائدة، و(أحد) مبتدأ.
"يشهد": صفة.
"أن لا إله إلا الله، وأن محمدًا رسول الله صدقًا"؛ بمعنى: صادقًا، حال من ضمير (يشهد).
"من قلبه": صفة لـ (صدقًا)، قيَّده به؛ لأن الصدق قد لا يكون عن قلب - أي: عن اعتقاد - كقول المنافق، قال الله تعالى: ﴿يَقُولُونَ بِأَفْوَاهِهِمْ مَا لَيْسَ فِي قُلُوبِهِمْ﴾ [آل عمران: ١٦٧].
"إلا حرمه الله على النار": قيل: صدور هذا الحديث منه ﵊ يحتمل أن يكون قبل وجوب شيء من أركان الإسلام، أو يكون في حقِّ من تاب عن الكفر، فمات قبل أن يتمكن من الإتيان بفرض آخر، أو يكون الامتثال بالأوامر والانتهاء عن المعاصي مندرجًا تحت شهادته، والأقرب أن يراد بالتحريم: تحريم الخلود.
* * *
٢٥ - وعن أبي ذَرٍّ ﵁ قال: أَتيتُ النبيَّ ﷺ وعليه ثوبٌ أبيضُ وهو نائمٌ، ثم أتيتهُ وقد استيقظَ، فقال: "ما مِنْ عبدٍ قال: لا إله إلا الله، ثمَّ ماتَ على ذلك، إلاَّ دخلَ الجنَّة"، قلتُ: وإنْ زَنى، وإن سَرق؟ قال: "وإنْ زَنى وإنْ سَرق"، قلت: وإنْ زَنى وإن سَرق؟ قال: "وإنْ زَنى وإنْ سَرق"، قلت: وإنْ زَنى وإن سرق؟ قال: "وإنْ زَنى وإنْ سَرق، على رَغْم أنْفِ أبي ذر"، وكان أبو ذر إذا حدَّث بهذا الحديث قال: وإن رَغِمَ أَنْفُ أبي ذَرٍّ.
"وعن أبي ذر ﵁ أنه قال: أتيت النبي ﵊ وعليه ثوب أبيض": حال من النبي ﷺ، فيه تقرير تثبت الراوي وإتقانه فيما يرويه عنه ﷺ في أذن
1 / 58