شرح المصابيح لابن الملك

ابن ملك الكرماني ت. 854 هجري
70

شرح المصابيح لابن الملك

محقق

لجنة مختصة من المحققين بإشراف

الناشر

إدارة الثقافة الإسلامية

رقم الإصدار

الأولى

سنة النشر

١٤٣٣ هـ - ٢٠١٢ م

تصانيف

خبر بمعنى الأمر؛ أي: اعبده، وكذا ما عطف عليه، أو في تأويل المصدر بتقدير: أن، فيكون خبر مبتدأ محذوف؛ أي: ذلك العمل أن تعبد الله؛ أي: توحِّده. "ولا تشرك به شيئًا": جملة حالية؛ أي: غير مشرك به، المراد به التحذير عن الرياء فإنه شرك خفي. أو كما قالت اليهود والنصارى في حق عزير والمسيح، وإنما لم يذكر ﷺ شهادة كونه رسول الله مع أن دخول الجنة لا يتحقق بدون الاعتراف برسالته ﷺ؛ لأن السائل لعله كان مسلمًا مقرًا برسالته ﷺ بدليل سؤاله عما يُدخل الجنة من العمل، فذكر التوحيد يكون لشرفه وكونه أصلًا، أو لأن التوحيد لا يعتبر بدونها فذكره مغن عن ذكرها. "وتقيم الصلاة المكتوبة"؛ أي: المفروضة. "وتؤدي الزكاة المفروضة، وتصوم رمضان، وتحج البيت إن استطعت إليه سبيلًا، قال"؛ أي: الأعرابي: "والذي نفسي بيده لا أزيد على هذا"؛ أي: لا أزيد على هذا المذكور من عند نفسي شيئًا، "ولا أنقص منه"، أو المعنى: لا أزيد على هذا السؤال وأنقص في العمل مما سمعته، أو يكون الرجل وافدًا فيكون معناه: لا أزيد على ما أسمع في تبليغه ولا منه أنقص. "فلما ولى"؛ أي: أدبر وذهب. "قال النبي ﷺ: من سره أن ينظر" - فاعل (سر) - "إلى رجل من أهل الجنة" والجملة شرطية وجواب الشرط: "فلينظر إلى هذا"؛ أي: إلى هذا الرجل. وإنما حكم بكونه من أهل الجنة مع قوله تعالى: ﴿وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَاذَا تَكْسِبُ غَدًا﴾ [لقمان: ٣٤]، ومع قوله ﷺ: "إنما الأعمال بالخواتم"؛ لأنه حصل

1 / 39