شرح المصابيح لابن الملك

ابن ملك الكرماني ت. 854 هجري
40

شرح المصابيح لابن الملك

محقق

لجنة مختصة من المحققين بإشراف

الناشر

إدارة الثقافة الإسلامية

رقم الإصدار

الأولى

سنة النشر

١٤٣٣ هـ - ٢٠١٢ م

تصانيف

وإنما كان ﷺ أصلهم ومعدنهم؛ لقوله ﷺ: "كنتُ نبيًا وآدم بين الماء والطين" (١)، وقوله أيضًا: "أولُ ما خلق الله تعالى نوري" (٢). "وأحاديث": جمع (أحدوثة)، وهو ما يُحدَّث به مما فيه غرابةٌ، أو جمع (حديث) على غير قياس، وقيل: إنه اسم جمع للحديث، وهو الخبر لغة، وقيل: كلام مشافهة. "جاءت عن سيد المرسلين، وخاتم النبيين" بفتح التاء: الطابع؛ أي: ختم به الأنبياء، وبكسرها: اسم فاعل؛ أي: ختم هو نفسُهُ الأنبياء، فلا نبيَ بعده. "هنّ"، أي: تلك الأحاديث، أو الضمير لألفاظ السنن والأحاديث. "مصابيح الدجى" جمع مصباح، قيل: هو السراج الزاهر الاشتعال، والأولى أن يقال: هو دون السراج؛ لتشبيهه تعالى النجوم بالمصابيح في قوله تعالى: ﴿وَلَقَدْ زَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ﴾ والشمس بالسراج في قوله تعالى: ﴿وَجَعَلَ الشَّمْسَ سِرَاجًا﴾ [نوح: ١٦]. و(الدُّجى): جمع دجية، وهي الظلمة، وإنما شبَّهها بالمصابيح للاهتداء بها في الدين اهتداءَ المستضيء بالمصابيح في المسالك. "خرجت عن مشكاة التقوى"، وهي الكُّوةُ تكون في الحائط وغيره، يوضع فيها المصباح، وقيل: هي الوعاء الذي يُجعل فيه الدهن والفتيلة، والمراد هنا:

(١) قال السخاوي في "المقاصد الحسنة" (١/ ٥٢١): لم نقف عليه بهذا اللفظ، فضلًا عن زيادة: "كنت نبيًا ولا آدم ولا ماء ولا طين" وفد قال شيخنا؛ يعني: ابن حجر في بعض أجوبته: إنها ضعيفة، والذي قبلها قوي. قلت: وروى الإمام أحمد في "مسنده" (٥/ ٥٩)، والترمذي (٣٦٠٩) من حديث ميسرة الفجر ﵁: "قال: قلت: يا رسول الله متى كُتبت نبيًا، قال: وآدم ﵇ بين الروح والجسد"، قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح غريب. (٢) قال الشيخ عبد الحي اللكنوي في الآثار المرفوعة (ص ٤٣): "وهو حديث لم يثبت بهذا المبنى، وإن ورد غيره موافقًا له في المعنى".

1 / 8