شرح الكوكب المنير
محقق
محمد الزحيلي ونزيه حماد
الناشر
مكتبة العبيكان
رقم الإصدار
الطبعة الثانية ١٤١٨ هـ
سنة النشر
١٩٩٧ مـ
"أَوْ"
"أَوْ"١ حَرْفُ عَطْفٍ، وَتَأْتِي "لِشَكٍّ" نَحْوُ قَوْله تَعَالَى: ﴿لَبِثْنَا يَوْمًا أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ﴾ ٢ وَالْفَرْقُ بَيْنَهَا وَبَيْنَ "إمَّا" الَّتِي لِلشَّكِّ: أَنَّ الْكَلامَ مَعَ "إمَّا" لا يَكُونُ إلاَّ مَبْنِيًّا عَلَى الشَّكِّ، بِخِلافِ "أَوْ" فَقَدْ يَبْنِي الْمُتَكَلِّمُ كَلامَهُ عَلَى الْيَقِينِ، ثُمَّ يُدْرِكُهُ الشَّكُّ.
"وَ" تَأْتِي لِـ "إبْهَامٍ" وَيُعَبَّرُ عَنْهُ٣ أَيْضًا بِالتَّشْكِيكِ، نَحْوُ "قَامَ زَيْدٌ أَوْ عَمْرٌو". إذَا عَلِمْت الْقَائِمَ مِنْهُمَا. وَلَكِنْ قَصَدْت الإِيهَامَ عَلَى الْمُخَاطَبِ. فَهَذَا تَشْكِيكٌ مِنْ جِهَةِ الْمُتَكَلِّمِ، وَإِبْهَامٌ مِنْ جِهَةِ السَّامِعِ.
"وَ" تَأْتِي "أَوْ"٤ أَيْضًا٥ لِـ "إبَاحَةٍ" نَحْوُ "جَالِسْ الْحَسَنَ، أَوْ ابْنَ سِيرِينَ".
"وَ" تَأْتِي أَيْضًا لِـ "تَخْيِيرٍ" نَحْوُ٦ "خُذْ دِينَارًا أَوْ دِرْهَمًا". وَمِنْهُ "تَزَوَّجْ هِنْدًا أَوْ أُخْتَهَا". وَمِنْهُ قَوْله تَعَالَى: ﴿فَكَفَّارَتُهُ إطْعَامُ عَشَرَةِ مَسَاكِينَ
١ انظر معاني "أو" في "معترك الأقران ١/ ٦١٢-٦١٥، الجنى الداني ص٢٢٧-٢٣٢، رصف المباني ص١٣١-١٣٤، كشف الأسرار ٢/ ١٤٣ وما بعدها، تأويل مشكل القرآن ص٥٤٣ وما بعدها، الأزهيّة ص١١٥-١٣٠، مغني اللبيب ١/ ٦٤-٧١، الإتقان ٢/ ١٧٥-١٧٨، المحلي على جمع الجوامع ١/ ٣٣٦ وما بعدها، البرهان ٤/ ٢٠٩-٢١٤، الصاحبي ص١٢٧ وما بعدها، شرح تنقيح الفصول ص١٠٥، فواتح الرحموت ١/ ٢٣٨ وما بعدها، المفصل ص٢٠٤ وما بعدها".
٢ الآية ١١٣ من المؤمنون.
٣ في ز: عنها.
٤ ساقطة من ش ع.
٥ ساقطة من ع.
٦ ساقطة من ز.
1 / 263