شرح الكوكب المنير
محقق
محمد الزحيلي ونزيه حماد
الناشر
مكتبة العبيكان
رقم الإصدار
الطبعة الثانية ١٤١٨ هـ
سنة النشر
١٩٩٧ مـ
"فِي"
"فِي"١ تَكُونُ "لِظَرْفٍ" زَمَانًا وَمَكَانًا مِثَالُهُمَا قَوْله تَعَالَى: ﴿الم غُلِبَتْ الرُّومُ فِي أَدْنَى الأَرْضِ وَهُمْ مِنْ بَعْدِ غَلَبِهِمْ سَيَغْلِبُونَ فِي بِضْعِ سِنِينَ﴾ ٢، فَالأُولَى: لِلْمَكَانِ، وَالثَّانِيَةُ: لِلزَّمَانِ.
وَقَدْ يَكُونُ الظَّرْفُ وَمَظْرُوفُهُ جِسْمَيْنِ، كَقَوْلِك "زَيْدٌ فِي الدَّارِ". وَقَدْ يَكُونَانِ مَعْنَيَيْنِ، كَقَوْلِك: "الْبَرَكَةُ فِي الْقَنَاعَةِ". وَقَدْ يَكُونُ الظَّرْفُ جِسْمًا، وَالْمَظْرُوفُ مَعْنًى كَقَوْلِك: "الإِيمَانُ فِي الْقَلْبِ"، وَعَكْسُهُ نَحْوُ قَوْله تَعَالَى: ﴿بَلْ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي تَكْذِيبٍ﴾ ٣.
"وَهِيَ بِمَعْنَاهُ" أَيْ وَهِيَ لِلظَّرْفِيَّةِ "عَلَى قَوْلٍ" أَبِي٤ الْبَقَاءِ٥. وَأَكْثَرِ الْبَصْرِيِّينَ٦ "فِي" قَوْله تَعَالَى: ﴿وَلأَصْلُبَنكُمْ فِي جُذُوعِ النَّخْلِ﴾ ٧.
١ انظر معاني "في" في "نهاية السول ١/ ٣٧٦ وما بعدها، الجنى الداني ص٢٥٠-٢٥٣، رصف المباني ص٣٨٨-٣٩١، الأزهيّة ص٢٧٧-٢٨٢، مغني اللبيب ١/ ١٨٢ وما بعدها، أوضح المسالك ٣/ ٣٨ وما بعدها، البرهان ٤/ ٣٠٢ وما بعدها، تأويل مشكل القرآن ص٥٦٧، الإشارة إلى الإيجاز ص٣١ وما بعدها، الفوائد المشوق إلى علوم القرآن ص٣٧ وما بعدها، الصاحبي ص١٥٧، شرح تنقيح الفصول ص١٠٣، الإحكام للآمدي ١/ ٦٢، التمهيد ص٦٠، القواعد والفوائد الأصولية ص١٤٩ وما بعدها، الإتقان ٢/ ٢١١ وما بعدها، كشف الأسرار ٢/ ١٨١ وما بعدها، المحلي على جمع الجوامع وحاشية البناني عليه ١/ ٣٤٨ وما بعدها، فواتح الرحموت ١/ ٢٤٧ وما بعدها، المفصّل ص٢٨٤، معترك الأقران ٣/ ١٧٠ وما بعدها".
٢ الآية ١-٤ من الروم.
٣ الآية ١٩ من البروج.
٤ في ش: لأبي.
٥ إملاء ما مَنْ به الرحمن ٢/ ١٢٤.
٦ في ش: النحويين.
٧ الآية ٧١ من طه.
1 / 251