***202]
اللهم إني أسئلك من ملكك بأفخره، وكل ملكك فاخر، اللهم إني أسئلك بملكك كله.
إن كان الملك بمعنى المملكة كما في قوله تعالى:{قل اللهم مالك الملك تؤتي الملك من تشاء}(آلعمران:26) وإن كان بمعنى المالكية كما في قوله: {لمن الملك اليوم}(غافر:16)، ففاخرية ملكه وعظمة وحيديته باعتبار ثابت في الحكمة المتعالية بالدليل القطعي أن النظام الموجود أتم النظامات المتصورة وأحسنها، كيف وهو ظل النظام العلمي الرباني التابع لجمال الجميل المطلق، والأفخربة باعتبار مراتبه الغيبية المجردة والنظام العقلي والنشأة التجردية، فله ملك السموات والأرض وملكوتهما. ولا يمكن الفرار من حكومته والخروج عن مملكته، لانبساطها على كل الموجودات حتى على أعيان الممتنعات والاعدام، وكذلك سلطنته مبسوطة على كل مراتب الوجود. وما من شيء إلا فهو تحت سلطنته ومالكيته، "يا موسى أنا بدك اللازم" وله الغلبة على الأشياء، وكل غلبة وسلطان من ظهور غلبته وسلطانه {وما من دابة إلا هو آخذ بناصيتها}(هود:56) كما هو المبين من المباحث السالفة.
صفحة ١٥٥