والثلاثة التي أظهرها هي عالم النفس والخيال والطبع، فإن في هذه الثلاثة غبار عالم الخلق، فتكون فاقة الخلق بما هو خلق إليها. وأما العقل فلم يكن من الخلق شيء، بل هو من عالم الأمر الإلهي لتنزهه عن كدورات عالم الهيولى وظلمات عالم المادة، والخلق لم يتوجه إليه ولم يكن محتاجا إليه نحو عدم احتياج الماهية إلى الجاعل والممتنع إلى الواجب، فما كان الخلق مضافا إليه هو العوالم الثلاثة، فإذا بلغ إلى المقام الرابع ولم يكن من عالم الخلق. وهذه النقطة العقلية هو الجزء الرابع المخزون عند الله. وعنده مفاتح الغيب لا يعلمها إلا هو. والمحجوب عن مدارك الخلق، لأن حكم الإلهية هنالك غالب. ولهذا كانت العقول سرادقات جمالية وجلالية باقيات ببقاء الله لا بإبقاء الله.
وقوله: والظاهر هو الله، أى بهذه الأسماء، فإن الله هو الظاهر في ملابس الأسماء والصفات، هو الذي في السماء إله وفي الأرض إله. الله نور السموات والأرض، وهو الأول والآخر والظاهر والباطن. ولو دليتم إلى الأرض السفلى لهبطتم على الله. فكيف بالأراضي العليا والسموات العلى. أينما تولوا فثم وجه الله. أو المراد أن الظاهر هو الجهة الألوهية المحجوبة في الأسماء الثلاثة.
صفحة ١١٦