كتاب الشعر أو شرح الأبيات المشكلة الإعراب

أبو علي الفارسي ت. 377 هجري
245

كتاب الشعر أو شرح الأبيات المشكلة الإعراب

محقق

الدكتور محمود محمد الطناحي

الناشر

مكتبة الخانجي

رقم الإصدار

الأولى

سنة النشر

١٤٠٨ هـ - ١٩٨٨ م

مكان النشر

القاهرة - مصر

لأنها ليست على ألفاظ الصفات، ولكن يجوز أن تجعل ذؤابتي مبتدأ، والظرف خبرًا له مثل: في الدار زيد، ومن رفع بالظرف، كان ذؤابتي مرتفعة بالظرف. ويجوز أن تجعل ذؤابتي بدلًا من ضمير المتكلم؛ لأنها بعضه، فيكون بمنزلة: ضربت زيدًا رأسه، ثم تكون الكاف بعد ذلك على ضربين: إن جعلت رأيتُ من رؤية العين، كانت الكاف في موضع نصب على الحال، وإن جعلتها التي بمعنى العلم، كانت في موضع المفعول الثاني. فكما أن الكاف في الأبيات التي تقدمت، فاعلة، كذلك الكاف في قوله: وسطه كاليراع فاعله بذلك؛ لأن الظرف في موضع صفة، فترتفع الكاف بالظرف، ومن ذلك قول الشماخ: وماءٍ قد وردتُ لوصلِ أروى ... عليه الطَّيرُ كالورقِ اللَّجينِ أما الطير فيرتفع بالظرف بلا خلاف. وأما قوله: كالورق اللجين فإنه يحتمل ضربين، أحدهما أن يكون حالًا من الطير، والآخر: أن يكون وصفًا للماء، تقديره: وماء كالورق اللجين وردته لوصل أروى، عليه الطير، ومثل قوله: وماء كالورق اللجين في المعنى، قول علقمة: فأوردته ماءً جمامًا كأنَّه ... من الأجنِ حنَّاءٌ معًا وصبيبُ

1 / 260