كتاب الشعر أو شرح الأبيات المشكلة الإعراب

أبو علي الفارسي ت. 377 هجري
184

كتاب الشعر أو شرح الأبيات المشكلة الإعراب

محقق

الدكتور محمود محمد الطناحي

الناشر

مكتبة الخانجي

رقم الإصدار

الأولى

سنة النشر

١٤٠٨ هـ - ١٩٨٨ م

مكان النشر

القاهرة - مصر

لم أبؤ مثل: ضربت زيدًا رأسه، ويكون الضمير في فيه لإخراجه، كأنه [قال]: لم أبؤ بنعمى امرئ في إخراجه، أي لني أخرجته بنفسي، لا بمعونة غيري، وهذا مما يدل أن المبدل منه معتد [به] في الكلام، وليس بمطرح، ألا ترى ثبات همزة المضارعة للمتكلم، مع إبدال غير الضمير من الضمير. والتأويل الآخر: أن تكون الهاء في فيه لامرئ، كأنه: لم أبو بنعمى امرئ في نصرته يدي ولساني، أي لم أبؤ بنعمى ممن انصره بيدي ولساني، وبنصرني، ولكن استغنيت في إخراج حقي عمن أنصره بيدي ولساني، وبنصرني بهما. وأما قول الفرزدق: وإنما يدافع عن أحسابهم أنا أو مثلي وأنت لا تقول: يدافع أنا، [إنما] تقول: أدافع، فلأن الكلام محمول على المعنى، وقوم يقولون في نحو: (إِنّمَا حَرّمَ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةَ): إن المعنى ما حرم

1 / 199