36

شمائل الرسول صلى الله عليه وآله وسلم

الناشر

دار القمة

رقم الإصدار

-

مكان النشر

الإسكندرية

تصانيف

كل مذهب أو فكر أو فلسفة أو نظرية تخالف ما جاءت به السنة الشريفة فهي ضلال وغواية، وهذا الاعتقاد هو مقتضى التصديق بقوله- تعالى.: وَإِنْ تُطِيعُوهُ تَهْتَدُوا، حيث يستحيل عقلا أن تجتمع الهداية في الأمر وضده. ٦- الإيمان به ﷺ سبب السعادة في القبر: عن أنس رضى الله عنه عن النّبيّ ﷺ قال: «العبد إذا وضع في قبره وتولي وذهب أصحابه، حتّى إنّه ليسمع قرع نعالهم أتاه ملكان فأقعداه فيقولان له: ما كنت تقول في هذا الرّجل محمّد ﷺ؟ فيقول: أشهد أنّه عبد الله ورسوله، فيقال: انظر إلى مقعدك من النّار أبدلك الله به مقعدا من الجنّة» . قال النّبيّ ﷺ: «فيراهما جميعا، وأمّا الكافر أو المنافق فيقول: لا أدري، كنت أقول ما يقول النّاس، فيقال: لا دريت ولا تليت. ثمّ يضرب بمطرقة من حديد ضربة بين أذنيه فيصيح صيحة يسمعها من يليه إلّا الثّقلين» «١» . الشاهد في الحديث: أن العبد إذا سئل عن النبي ﷺ فأجاب إجابة المؤمنين أراه الله- ﷾ مقعده من الجنة. بعض فوائد الحديث: الفائدة الأولى: في علو قدر النبي ﷺ وعظيم شأنه، يتبين ذلك من الأمور الآتية: ١- أن العبد يحاسب على الإيمان به ﷺ والتصديق برسالته فور تولي أصحابه عنه. ٢- شهادة العبد أن محمدا ﷺ هو عبد الله ورسوله وتوفيقه للنطق بها، هي سبب سعادة العبد طيلة بقائه في قبره، وكفى بذلك شرفا ورفعة للنبي ﷺ فقد ورد في الحديث: «فيقال: انظر إلى مقعدك من النّار أبدلك الله به مقعدا من الجنّة» . قال النّبيّ ﷺ: «فيراهما جميعا»، كما في قول قتادة: (وذكر لنا أنّه يفسح له في قبره سبعون ذراعا ويملأ عليه خضرا إلى يوم يبعثون) «٢» . وفي المقابل ذكر الحديث العذاب الشديد للمنافق والكافر الذي لا يوفّق لتلك الشهادة. ٣- في الحديث دليل على أن النبي ﷺ قد بين للأمة أنه عبد لله- ﷾ وأنه لا يشارك الله أبدا في أي أمر من أمور الألوهية، ولولا أن النبي ﷺ قد بين ذلك أحسن

(١) البخاري، كتاب: الجنائز، باب: الميت يسمع خفقة النعال، برقم (١٣٣٨) . (٢) مسلم، كتاب: الجنة وصفة نعيمها وأهلها، باب: عرض مقعد الميت من الجنة أو النار عليه، برقم (٢٨٧٠)، من حديث أنس بن مالك ﵁.

1 / 39