سهام الإسلام
الناشر
الشركة الوطنية للنشر والتوزيع (مطبعة أحمد زبانة)
رقم الإصدار
الأولى
سنة النشر
١٤٠٠ هـ - ١٩٨٠ م
مكان النشر
الجزائر
تصانيف
لهذا كانوا يترددون على البيت الحرام وخاصة في زمن الحج، ويقولون إنهم على دين إبراهيم، والواقع يكذبهم، لأن إبراهيم الخليل كما حكى الله عنه كان حنيفا مسلما ولم يكن من المشركين جاء هذا في قوله تعالى: ﴿مَا كَانَ إِبْرَاهِيمُ يَهُودِيًّا وَلَا نَصْرَانِيًّا وَلَكِنْ كَانَ حَنِيفًا مُسْلِمًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ﴾ (١) فحرفوا وبدلوا دين التوحيد الذي كان عليه أبواهم - إبراهيم واسماعيل ﵉، وأشركوا مع الله غيره من آلهة عبدوها وسووها برب العالمين ونذروا لها النذور، وأعطوها حقوق الاله، من عبادة وطاعة وخضوع وطلب قضاء حوائجهم منها، وحموها ودافعوا عنها، فدافعوا الحق وحاربوه من أجلها، وأخرجوا الرسول من بينهم لما أظهرها على حقيقتها من عجزها وفساد عبادتها.
فلما جاء الإسلام بالتوحيد الخالص والطاعة لله وحده لا شريك له في ذلك كفروا به، والإسلام هو دين جميع أنبياء الله ورسله من لدن آدم إلى آخر رسول من رسل الله قبل مبعث محمد ﷺ، وهو عيسى ﵇.
ان الدين الحق الذي رضيه رب العباد للعباد إنما هو الإسلام، دين جميع الرسل الكرام الذي جاء به إبراهيم وغيره، فكل من العرب المشركين واليهود والنصارى كانوا يزعمون ويدعون أنهم على دين إبراهيم وملته، وهم المحرفون والمغيرون لها،
_________
(١) الآية ٦٧ من سورة آل عمران.
1 / 106