157

سهام الإسلام

الناشر

الشركة الوطنية للنشر والتوزيع (مطبعة أحمد زبانة)

رقم الإصدار

الأولى

سنة النشر

١٤٠٠ هـ - ١٩٨٠ م

مكان النشر

الجزائر

تصانيف

يائسة، ومساع خائبة، لأن الإسلام - دين الله - لا يموت، وهو حي باق إلى يوم البعث والنشور. الإسلام في حاجة إلى مواقفكم الشجاعة، مواقف تشبه مواقف الرعيل الأول، حين صارعهم الباطل فصرعوه، وهزموا جنده وأذلوه - إلا أن جند الله هم الغالبون - وسدوا عليه مسالكه إلى صفوف المسلمين، فعاد أدراجه مهزوما ومخذولا. ما هذا السكوت - إلا من القليل النادر - بعدما شاهدتم ما هو جار في أوطانكم؟ ﴿أَرَضِيتُمْ بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا مِنَ الْآخِرَةِ فَمَا مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فِي الْآخِرَةِ إِلَّا قَلِيلٌ﴾. قد رأيتم جحافل الالحاد والتشويه تجوس خلال الديار، تعثو في الأرض فسادا، ان شرف العلم عظيم، ودرجته أعلى وأرفع، وهذا بالطبع لا يكون إلا للعاملين بعلمهم، ﴿يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ﴾ إن مسؤولية العلم وخطره أعلى وأعظم، رفعة وانحطاطا، وقديما قال الحكماء: "فِي زَلَّةِ عَالِمٍ زَلَّةُ عَالَمٍ". ساءت أخلاق المسلمين، فقال الناس: هذا من سكوت العلماء!! انتهكت الحرمات، وفعلت المحرمات، فصاح الناس هذا من سكوت العلماء!!

1 / 164