ولما زاد فيه عمر جعل طوله مائة وأربعين ذراعا ، وعرضه مائة وعشرين ذراعا ، وبدل أساطينه بأخر من جذوع النخل ، وسقفه بجريد ، وجعل طول السقف أحد عشر ذراعا ، وفرشه بالحصا(1) ، ولما زاد فيه عثمان ، وذلك في ربيع الأول سنة تسع وعشرين ، جعل طوله مائة وستين ذراعا ، وعرضه مائة وخمسين ذراعا ، وجعل أبوابه ستة(2) ، ولما زاد فيه عمر بن عبد العزيز ، وذلك بأمر الوليد بن عبد الملك - وكان عامله على المدينة - جعل طوله ما تقدم عن شرح المهذب ، وجعل على كل ركن من أركانه الأربعة منارة للأذان ، وجعل له عشرين بابا ، وبنى على الحجرة الشريفة حائطا ، / ولم يلصقه بجدار الحجرة ولا بالسقف ، وطوله مقدار قامة بالآجر ، فلما حج سليمان بن عبد الملك هدم المنارة التي هي قبلة المسجد من الغرب(3) ؛ لأنها كانت مطلة على دار مروان ، فأذن المؤذن فأطل على سليمان وهو في الدار ، فأمر بهدمها(4) .
صفحة ٢٨