وجعل طول الجدار بسطة ، وعمده الجذوع ، وسقفه جريدا ، فقيل له : ألا تسقفه ؟ فقال : عرش كعرش موسى ، خشيبات وثمام(1) ، الشأن أعجل من ذلك ، وبنى بيوتا إلى جنبه باللبن ، وسقفها بجذوع النخل والجريد ، فلما فرغ من البناء بنى لعائشة في البيت الذي بابه شارع إلى المسجد ، وجعل سودة في البيت الآخر الذي يليه إلى الباب الذي يلي آل عثمان(2) .
وأخرج الزبير بن بكار في أخبار المدينة عن مجمع بن يزيد قال : بنى رسول الله صلى الله عليه وسلم المسجد مرتين ، بناه حين قدم أقل من مائة في مائة ، فلما فتح الله عليه خيبر بناه وزاد فيه مثله في الدور ، وضرب الحجرات ما بينه وبين القبلة(3) .
وأخرج أيضا عن أنس قال : بناه رسول الله أول ما بناه بالجريد ، وإنما بناه باللبن بعد الهجرة بأربع سنين .
صفحة ٢٦