قال العلماء : لا معارضة بين الأحاديث المذكورة في الفصل الأول ؛ من أنه سد الأبواب إلا باب أبي بكر ، ومن المذكورة في الفصل الثاني من أنه سد الأبواب إلا باب علي ، فإنهما قصتان إحداهما غير الأخرى ؛ فقصة علي كانت متقدمة - وهي أن سد الأبواب الشارعة ، وقد كان أذن لعلي يمر في المسجد وهو جنب - وقصة أبي بكر متأخرة في مرض الوفاة في سد طاقات كانوا يستقربون الدخول منها وهي الخوخة ، كذا جمع القاضي إسماعيل المالكي في أحكامه ، والكلاباذي في معانيه ، والطحاوي في مشكله ، وعبارة الكلاباذي : لا تعارض بين قصة علي وقصة أبي بكر ؛ لأن باب أبي بكر كان من جملة خوخات يطلع منها إلى المسجد ، وأبواب البيوت خارجة من المسجد ، فأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بسد تلك الخوخ ، فلم يبق تطلع منها إلى المسجد ، وترك خوخة أبي بكر فقط ، وأما باب علي فكان داخل المسجد يخرج منه ويدخل منه(1) .
وقال الحافظ ابن حجر : قصة علي في سد الأبواب ، وأما سد الخوخ ، فالمراد به طاقات كانت في المسجد يستقربون الدخول منها ، فأمر النبي صلى الله عليه وسلم في مرض موته بسدها إلا خوخة أبي بكر ، وفي ذلك إشارة إلى استخلاف أبي بكر ، لأنه يحتاج إلى المسجد كثيرا دون غيره(2) . انتهى .
قلت : ويدل على تقدم قصة علي ذكر حمزة في قصته ؛ فإن حمزة قتل يوم أحد .
فصل :
صفحة ١٩