مواعظ الصحابة لعمر المقبل
الناشر
مكتبة دار المنهاج للنشر والتوزيع
رقم الإصدار
الأولى
سنة النشر
١٤٣٥ هـ
مكان النشر
الرياض - المملكة العربية السعودية
تصانيف
وهكذا كان ﷺ يفعل، ومن تأمَّل السِّيرة، وجد كيف طبَّقها ﷺ عمليًا، بل كان له من خاصَّة أصحابه - كالخلفاء الأربعة - من يستشيرهم ويراجعهم.
إذا بلغ الرَّأي المشورة فاستعن ... برأي نصيحٍ أو نصيحة حازم
ولا تجعل الشُّورى عليك غضاضةً ... فإن الخوافي قوَّةٌ للقوادم
ويؤكِّد عليُّ ﵁ في موعظته هذه على فائدةٍ أخرى من فوائد الاستشارة، وهي: أنَّها أبعد عن الملامة؛ ملامة الشخص لنفسه، أو ملامة الناس له، ولسان حاله يقول: قد استشرت الخلق، واستخرت الخالق، وهذا غايةُ وُسْعِي!
وأعرف من أهل العلم المعاصرين -وهو في عشر السبعين متَّع الله بحياته على حسن عملٍ - من لا يقدم على أيِّ خطوةٍ في حياته العلميَّة والدعويَّة إلا وقد استشار، وقال لي مرةً: لم أندم يومًا في حياتي على قرارٍ اتَّخذته ولو جاء الأمر على خلاف مرادي؛ لأنَّني لا أقدم إلا بعد استخارةٍ واستشارةٍ، وهذا غاية ما في وُسْعِي.
• ومن مواعظه ﵁:
«لله امرؤٌ راقب ربَّه، وخاف ذنبه، وعمل صالحًا، وقدَّم خالصًا، واحتسب مذخورًا، واجتنب محذورًا، ورمى عَرَضَا، وأحرز عِوَضًا، كابَرَ هواه، وكذَّب مُناه» (١).
_________
(١) البصائر والذخائر (٣/ ٢٧).
قوله: «رمى عَرَضًا» يقال: أصابه سهم عرضٍ، إذا جاءه من حيث لا يدري من رماه. مقاييس اللغة (٤/ ٢٨٠).
1 / 55