من أن بيعتهم لأبي بكر في سقيفة بني ساعدة إنما وقعت فلتة وبغتة حتى رووا عن عمر ما سيذكره هذا الشيخ فيما سيأتي من أن بيعة أبي بكر كانت فلتة وقى الله شرها عن المسلمين فمن عاد إلى مثلها فاقتلوه.
وأما رابعا فلأن مبادرة القوم إلى تصديق أبي بكر في إيجابه النظر في ذلك يجوز أن يكون لاعتقادهم إرادة التفحص عن إمام منصوب من الله تعالى لا لاختيار إمام من عند أنفسهم ثم لما ظهر عليهم خلافه واتضح آثار العدوان سكتوا فغاية الأمر انعقاد الإجماع السكوتي عن جماعة في ذلك ووهنه ظاهر.
وأما خامسا فلأن الوجوب المشار إليه بقوله " وذلك الوجوب عندنا " أعم من الوجوب على الله أو على الأمة فلا يصح إطلاق ذلك الوجوب عندنا معشر أهل السنة والجماعة وعند أكثر المعتزلة بالسمع لأن ما ذهب إليه أهل السنة هو الوجوب السمعي على الأمة لا الوجوب على الله أيضا فالصواب أن يقال إن ذلك الوجوب الأعم عندنا وعند أكثر المعتزلة على الأمة بالسمع الخ.
وأما سادسا فلأن ما ذكره من أن أكثر المعتزلة على الوجوب سمعا كذب صريح يشهد به عبارة الشرح الجديد للتجريد حيث قال " اختلفوا في نصب الإمام بعد انقراض زمان النبوة هل يجب أم لا؟ وعلى تقدير وجوبه على الله أم علينا؟ عقلا أم سمعا فذهب أهل السنة إلى أنه واجب علينا سمعا وقالت المعتزلة والزيدية بل عقلا وذهبت الإمامية إلى أنه واجب على الله تعالى عقلا انتهى.
وأما سابعا فلأن قوله وقال كثير بالعقل إن أراد به الوجوب العقلي على الأمة يلزم إهمال ذكر القول بوجوبه على الله تعالى عقلا وإن أراد به وجوبه على الله تعالى
صفحة ٣٨