سمط النجوم العوالي في أنباء الأوائل والتوالي

عبد الملك بن حسين بن عبد الملك الشافعي العاصمي المكي ت. 1111 هجري
96

سمط النجوم العوالي في أنباء الأوائل والتوالي

محقق

عادل أحمد عبد الموجود- علي محمد معوض

الناشر

دار الكتب العلمية

رقم الإصدار

الأولى

سنة النشر

١٤١٩ هـ - ١٩٩٨ م

مكان النشر

بيروت

تصانيف

التاريخ
هدمة وَلَا على شَيْء إِلَّا أحرقه وَلَوْلَا أَن الله أمره أَلا يضر السَّفِينَة لأحرقها بحرارته وملوحته وَوَقع الصُّرَاخ وغدوا إِلَى نوح فَإِذا هُوَ وَمن مَعَه فِي السَّفِينَة والمطر يفتح خنادق وَلَا يُصِيب السَّفِينَة ونوح وَأَوْلَاده يَبْكُونَ على قَومهمْ وخوفًا من الْعَذَاب وَالْمَلَائِكَة تَقول لَهُم لَا تبكوا بعدا للْقَوْم الظَّالِمين وَركب ملكهم واسْمه الدرمسيل كَمَا تقدم فِي عبيده وحشمه نَحْو السَّفِينَة فَأحرق المَاء أَرجُلهم وَقد انقلبت الأَرْض بالصراخ وَرَأى المَاء لَا يُصِيب السَّفِينَة فصح عِنْده أَنه أَمر الله تَعَالَى وتفرق من كَانَ حوله من النَّاس وهم يُنَادُونَهُ أَيهَا الْملك قتل المَاء أكثرنا فَنَادَى يَا نوح مَا هَذَا فَقَالَ يَا عَدو الله وَلم يكن قَالَ لَهُ ذَلِك أبدا لِأَنَّهُ كَانَ يرفق بِهِ ويداريه هَذَا الَّذِي كنت أَنْذَرْتُكُمْ بِهِ فَبَيْنَمَا هُوَ يكلمهُ إِذْ نبع المَاء من تَحت حوافر فرسه فولى هَارِبا وَلم يُؤمن فغرق فِي مَوْضِعه وأمهل الله عَلَيْهِم بَقِيَّة يومهم وطفت السَّفِينَة على وَجه المَاء فأطبقها وهم ينظرُونَ إِلَيْهِ فتسنموا الْجبَال والروابي وَلم يكن فيهم صبي إِلَّا وَاحِد كَانَت أمه تحبه حبا شَدِيدا فَخرجت بِهِ إِلَى الْجَبَل حَتَّى بلغت ثلثه فبلغها المَاء فَصَعدت إِلَى ثُلثَيْهِ فبلغها المَاء فاستوت على الْجَبَل فَلَمَّا بلغ المَاء رقبَتهَا رفعته بِيَدِهَا حَتَّى ذهب بهم المَاء فَلَو رحم الله مِنْهُم أحدا لرحم تِلْكَ الْمَرْأَة ودعا نوح ابْنه كنعان وَقيل اسْمه يام فَأبى وَقَالَ سآوي إِلَى جبل يعصمني من المَاء يَعْنِي بِهِ النجف جبلا لم يكن على وَجه الأَرْض أعظم مِنْهُ ارتفاعًا فَأوحى الله إِلَيْهِ أيعتصم بك منى فتقطع الْجَبَل وَصَارَ رملًا دَقِيقًا وانخفض مَكَانَهُ فَصَارَ بعد أَن نضب المَاء بحرًا فَسمى ذَلِك الْبَحْر نى ثمَّ جف بعد ذَلِك فَقيل ني جف فخففه النَّاس نجف كَذَا أوردهُ فِي الْعِلَل صَاحب مروج الذَّهَب الْعَلامَة المَسْعُودِيّ وَلما ركب نوح السَّفِينَة وَمن مَعَه من الْكُوفَة قَالَ ﴿ارْكَبُواْ فِيهَا بِسم الله مجْراهَا وَمرْسَاهَا﴾ هود ٤١ فَقيل إِن المَاء ارْتَفع على أَعلَى جبل فِي الأَرْض أَرْبَعِينَ ذِرَاعا ووكل الله بالسفينة سبعين ملكا يحفظونها ودوى المَاء كالرعد القاصف والسفينة تشقه شقًا عنيفًا ونوح يُنَادي الْعَفو الْعَفو يَا الله وأظلم الجو وَأَتَاهُ جِبْرِيل بلؤلؤة تطلع من مشرق السَّفِينَة فيعلمون بهَا الشرق والغرب والقبلة وَالشمَال وتمشى فِي سقف السَّفِينَة طول النَّهَار لمعْرِفَة السَّاعَات فَإِذا وصلت إِلَى

1 / 149