سمط النجوم العوالي في أنباء الأوائل والتوالي

عبد الملك بن حسين بن عبد الملك الشافعي العاصمي المكي ت. 1111 هجري
93

سمط النجوم العوالي في أنباء الأوائل والتوالي

محقق

عادل أحمد عبد الموجود- علي محمد معوض

الناشر

دار الكتب العلمية

رقم الإصدار

الأولى

سنة النشر

١٤١٩ هـ - ١٩٩٨ م

مكان النشر

بيروت

تصانيف

التاريخ
وَفِي تَارِيخ الْخَمِيس وحياة الْحَيَوَان قَالَ نوح يَا رب أَمرتنِي أَن أصنع الْفلك ولي أَيَّام فِي صناعتها كل مَا صَنعته بِالنَّهَارِ يُفْسِدهُ قومِي بِاللَّيْلِ فَأوحى الله إِلَيْهِ يَا نوح خُذ كَلْبا يحرسها بِاللَّيْلِ وَفِي الْكَشَّاف لما كَانَ نوح يقطع الْخشب وَيضْرب الْحَدِيد ويهيئ مَا يحْتَاج إِلَيْهِ الْفلك من القير وَغَيره جعل قومه يَمرونَ عَلَيْهِ فِي عمله وَيَقُولُونَ يَا نوح صرت نجارًا بعد النُّبُوَّة وَكَانُوا يأْتونَ لَيْلًا لما يعمله نَهَارا فيفسدونه فيسخرون مِنْهُ وَيَقُولُونَ تتَّخذ بَيْتا تسير بِهِ على المَاء فَأَيْنَ المَاء الَّذِي يحمل هَذَا الْبَيْت لقد خرف نوح فَيَقُول ﴿إِن تَسْخَرُواْ مِنَّا فَإِنَّا نَسْخَرُ مِنكُمْ كَمَا تَسْخَرُونَ﴾ الْآيَة هود ٣٨ وَلم يزل هَذَا دأبه حَتَّى فرغ فَجَاءَت على شكل لم ير مثله وَقَومه يخرجُون إِلَيْهَا أَفْوَاجًا أَفْوَاجًا يتعجبون ثمَّ أوحى الله إِلَيْهِ عِنْدَمَا بَقِي من الْأَرْبَعين السّنة سَبْعَة أَيَّام أَن يُنَادي بالسُّرْيَانيَّة أَن يجْتَمع إِلَيْهِ جَمِيع الْحَيَوَان فَلم يبْق حَيَوَان إِلَّا حضر مَا خلا الفأر والسنور فَإِنَّهُمَا لم يخلقا بعد وَإِنَّمَا خلقا فِي السَّفِينَة كَمَا يذكر على الْأَثر فَحمل فِيهَا من كل زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ فَلَمَّا شكا إِلَيْهِ أهل السَّفِينَة سرقين الدَّوَابّ بعد أَن ركبُوا فِيهَا مسح جبين الْخِنْزِير فعطس فَسقط من أَنفه زوج فأر فَأتى على السرقين ثمَّ شكوا إِلَيْهِ أَذَى الفأر فَمسح بَين عَيْني الْأسد فعطس فَسقط من أَنفه زوج فأر فَأتى على السرقين ثمَّ شكوا إِلَيْهِ أَذَى الفأر فَمسح بَين عَيْني الْأسد فعطس فَسقط من أَنفه زوج سنور فاختفى الفأر وَفِي تَفْسِير الْهَرَوِيّ أَنه لم يحمل الْحَيَّة وَالْعَقْرَب حَتَّى ضمنا أَنَّهُمَا لن يضرا أحدا ذكر نوحًا ﵇ فَمن قَرَأَ ﴿سَلام على نوح فِي الْعَالمين﴾ الصافات ٧٩ عِنْد خوف ضررهما لن يضراه وَلم يحمل نوح ﵇ إِلَّا مَا يتوالد ويبيض أما مَا يتَوَلَّد من الطين من الحشرات كالبق والبعوض وَمَا يتَوَلَّد من العفونات كالدود والذباب فَلم يحمل مِنْهَا شَيْئا وَأمر الله الرِّيَاح الْأَرْبَع أَن تحْشر إِلَى نوح جَمِيع مَا يحمل فِي السَّفِينَة فَأَقْبَلت الْمَخْلُوقَات أَفْوَاجًا أَفْوَاجًا حَتَّى وقفت على أَمَام الْفلك فَقَالَ قومه هَذِه زِيَادَة فِي السحر وَجعل يضْرب بِيَدِهِ على الزَّوْجَيْنِ فَتَقَع يمناه على الذّكر ويسراه على الْأُنْثَى

1 / 146