سمط النجوم العوالي في أنباء الأوائل والتوالي

عبد الملك بن حسين بن عبد الملك الشافعي العاصمي المكي ت. 1111 هجري
87

سمط النجوم العوالي في أنباء الأوائل والتوالي

محقق

عادل أحمد عبد الموجود- علي محمد معوض

الناشر

دار الكتب العلمية

رقم الإصدار

الأولى

سنة النشر

١٤١٩ هـ - ١٩٩٨ م

مكان النشر

بيروت

تصانيف

التاريخ
يعدهم الشَّيْطَان إِلَّا غرُورًا وَلم تزل هَذِه أفعالهم إِلَى زمن نوح ﵇ وَلما استوطن متوشلخ الْجَبَل أنفذ وَصِيَّة أَبِيه إِدْرِيس وخطب شلجم بنت جندل وَكَانَت من أَوْلَاد شِيث وَكَانَت أجمل النِّسَاء وأكملهن عقلا وفضلًا فَدخل عَلَيْهَا واعملها بِالنورِ المحمدي وَأقَام مَعهَا مُدَّة وَولد لَهُ أَوْلَاد كَثِيرَة والنور لم ينْقل من وَجهه فَتزَوج بعْدهَا صَدُوقًا أُخْتهَا فَلم ينْتَقل النُّور إِلَيْهَا وَلم يزل يتَزَوَّج امْرَأَة بعد أُخْرَى إِلَى خمس عشرَة امْرَأَة مَا مِنْهُنَّ إِلَّا ويرزق أَوْلَادًا مِنْهَا فأسمك عَن التَّزْوِيج لينْظر مَا يكون وَكَانَ لَهُ ابْن عَم قد قتل قتال فِي إِدْرِيس لبني قابيل وَله ابْنه صَبِيه رباهها إِدْرِيس وَعلمهَا الْكتب وكتبتها وكفلها بعد إِدْرِيس متوشلخ وَاسْمهَا شملة فرأته وَمَا هم عَلَيْهِ من الْهم لأجل حبس النُّور فَسَأَلته فأعلمها فَقَالَت يَا ابْن الْعم إِذا أَرَادَ الله نقل النُّور عَنْك اخْتَار لَهُ من بَنَات عمك فَلَا تغتم فَألْقى الله فِي قلبه أَنَّهَا هِيَ فَقَالَ لَهَا يَا شملة هَل لَك أَن تَكُونِي أَنْت الَّتِي أرجوها لهَذَا النُّور فخجلت وَوَلَّتْ مستحية فأحضر جمَاعَة من وُجُوه قومه وخطبها وَتَزَوجهَا فَحملت مِنْهُ من أول لَيْلَة وأصبحت والنور فِي غرتها فَسجدَ لله شكرا وبشرها بذلك فَفَرِحت وتممت أشهرها فَولدت غُلَاما والنور فِي جَبهته فَسَماهُ لمك ورباه أحسن تربية وَعلمه الْكِتَابَة والصحف وَبَانَتْ عَلَيْهِ دَلَائِل السؤدد حَتَّى إِذا بلغ من الْعُمر أَرْبَعِينَ سنة حضرت متوشلخ الْمنية خَمْسمِائَة سنة إِلَّا اثْنَي عشر فأقعده بَين يَدَيْهِ وأوصاه بِوَصِيَّة أَبِيه وعهد إِلَيْهِ فِي النُّور وَأخذ عَلَيْهِ الْمِيثَاق إِلَّا يعضه إِلَّا فِي أطهر النِّسَاء من بني أَبِيه وأعمامه فَأخذ ذَلِك لمك بِالْقبُولِ وَضمن ذَلِك لَهُ من نَفسه وَمَات متوشلخ فسلك بِهِ لمك مَسْلَك آبَائِهِ وأجداده فِي التغسيل والتكفين وَالصَّلَاة عَلَيْهِ وَدَفنه سنة من تقدم آبَائِهِ عَلَيْهِم الصَّلَاة وَالسَّلَام قَالَ فِي بَحر الْأَنْسَاب لمك بلام مَفْتُوحَة وَمِيم سَاكِنة وكاف وَقيل اسْمه لامك وَكَانَ رجلا أشقر قد أعْطى قُوَّة وبطشًا فَتزَوج امْرَأَة يُقَال لَهَا فيسوس بنت بركائيل وَقيل إِنَّه خرج يَوْمًا إِلَى الْبَريَّة فَإِذا بِامْرَأَة فِي نِهَايَة الْجمال ترعى غنما فَسَأَلَهَا عَن اسْمهَا فَقَالَت أَنا فيسوس بنت الحيد بن عتويل بن لامك بن قابيل بن آدم ﵇ فَقَالَ لَهَا كم سنك فَقَالَت مائَة سنة وَعشر سِنِين وَكَانَت تبلغ الْمَرْأَة مِائَتي سنة فَمضى إِلَى أَبِيهَا وَتزَوج بهَا وَلما تمت أشهرها

1 / 140