سمط النجوم العوالي في أنباء الأوائل والتوالي
محقق
عادل أحمد عبد الموجود- علي محمد معوض
الناشر
دار الكتب العلمية
رقم الإصدار
الأولى
سنة النشر
١٤١٩ هـ - ١٩٩٨ م
مكان النشر
بيروت
تصانيف
التاريخ
الله
بِأبي سُفْيَان مُقبلا من الشَّام بتجارات لقريش قَالَ هَذِه عير قُرَيْش فِيهَا تِجَارَتهمْ وَأَمْوَالهمْ فاخرجوا إِلَيْهَا لَعَلَّ الله أَن ينفلكموها فَانْتدبَ النَّاس فخف بَعضهم وَثقل بَعضهم وَذَلِكَ أَنهم لم يَظُنُّوا إِن رَسُول الله
يقلى حَربًا وَكَانَ أَبُو سُفْيَان فِي العير وَكَانَ حِين دنا من الْحجاز يتحسس الْأَخْبَار وَيسْأل من لَقِي من الركْبَان وَالرجلَانِ عَن أَمر النَّاس حَتَّى أصَاب خَبرا من بعض الركْبَان أَن مُحَمَّدًا قد استفز أَصْحَابه لَك ولعيرك فحذر عِنْد ذَلِك واستأجر ضَمْضَم بن عَمْرو الْغِفَارِيّ فَبَعثه إِلَى مَكَّة وَأمره أَن يَأْتِي قُريْشًا ويستنفرهم إِلَى أَمْوَالهم ويخبرهم أَن مُحَمَّدًا قد عرض لَهَا فِي أَصْحَابه فَخرج ضَمْضَم بن عَمْرو سَرِيعا إِلَى مَكَّة قَالَ ابْن إِسْحَاق فَحَدثني من لَا أتهم عَن عِكْرِمَة عَن ابْن عَبَّاس وَيزِيد بن رُومَان عَن عُرْوَة بن الزبير قَالَا وَقد رَأَتْ عَاتِكَة ابْنة عبد الْمطلب قبل قدوم ضَمْضَم بِثَلَاث رُؤْيا أفزعتها فَبعثت إِلَى أَخِيهَا الْعَبَّاس بن عبد الْمطلب فَقَالَت لَهُ وَالله يَا أخي لقد رَأَيْت اللَّيْلَة رُؤْيا أفظعتني وتخوفت أَن يدْخل على قَوْمك مِنْهَا شَرّ ومصيبة فاكتم عني مَا أحَدثك فَقَالَ لَهَا مَا رَأَيْت قَالَت رَأَيْت اللَّيْلَة رابكا أقبل على بعير لَهُ حَتَّى وقف بِالْأَبْطح ثمَّ صرخَ بِأَعْلَى صَوته أَلا انفروا يَا آل غدر لمصارعكم فِي ثَلَاث فَأرى النَّاس اجْتَمعُوا إِلَيْهِ ثمَّ دخل الْمَسْجِد وَالنَّاس يتبعونه فَبَيْنَمَا هم حوله مثل بِهِ بعيره على ظهر الْكَعْبَة ثمَّ صرخَ بِمِثْلِهَا أَلا انفروا يَا آل غدر لمصارعكم فِي ثَلَاث ثمَّ مثل بِهِ بعيره على رَأس أبي قبيس فَصَرَخَ بِمِثْلِهَا ثمَّ أَخذ صَخْرَة فأرسلها فَأَقْبَلت تهوي حَتَّى إِذا كَانَت بِأَسْفَل الْجَبَل ارفضت فَمَا بَقِي بَيت من بيُوت مَكَّة وَلَا دَار مِنْهَا إِلَّا دَخلهَا فلقَة من تِلْكَ الصَّخْرَة
1 / 415