295

سمط النجوم العوالي في أنباء الأوائل والتوالي

محقق

عادل أحمد عبد الموجود- علي محمد معوض

الناشر

دار الكتب العلمية

رقم الإصدار

الأولى

سنة النشر

١٤١٩ هـ - ١٩٩٨ م

مكان النشر

بيروت

تصانيف

التاريخ
بهما أَسْفَل مَكَّة ثمَّ مضى بهما إِلَى سَاحل من عسفان ثمَّ سلك بهما على اسفل امج ثمَّ نزل على قديد حِين خيام أم معبد عَاتِكَة بنت خَالِد الْخُزَاعِيَّة من بني كَعْب وَكَانَت بِقديد وَفِي مُعْجم مَا استعجم من قديد إِلَى المسلك ثَلَاثَة اميال بيهما خيمة أم معبد امْرَأَة بزْرَة جلدَة تَحْتَبِيَ بِفنَاء الْخَيْمَة وَمعنى بزْرَة تخرج للنَّاس وَفِي خصلاة الوفا قديد كزبير قَرْيَة جَامِعَة بطرِيق مَكَّة كَثِيرَة الْمِيَاه فنزلوا عِنْدهَا فَسَأَلُوهَا لَحْمًا وَتَمْرًا ليشتروا مِنْهَا فَلم يُصِيبُوا عِنْدهَا شَيْئا من ذَلِك وَكَانَ الْقَوْم مُرْمِلِينَ مُسنَّتَيْنِ فَقَالَت وَالله لَو كَانَ عِنْدِي شَاة مَا أعوزكم الْقرى فَنظر رَسُول الله
إِلَى شَاة فِي كسر الْخَيْمَة فَقَالَ مَا هَذِه الشَّاة يَا أم معبد فَقَالَت خلفهَا الْجهد عَن الْغنم قَالَ هَل بهَا من لبن قَالَت هِيَ أجهد من ذَلِك فَقَالَ لَهَا أَتَأْذَنِينَ لي أَن أَحْلَبَهَا فَقَالَت بِأبي أَنْت وَأمي إِن رَأَيْت بهَا حَلبًا فاحلبها فَدَعَا بِالشَّاة فاعتقلها وَمسح ضرْعهَا فتفاجت وَدرت ودعا بِإِنَاء يربض الرَّهْط أَي يشْبع الْجَمَاعَة حَتَّى يربضوا فَحلبَ فِيهِ ثَجًّا حَتَّى علاهُ الْبَهَاء وَسَقَى الْقَوْم حَتَّى رووا ثمَّ شرب آخِرهم ثمَّ حلب فِيهِ مرّة أُخْرَى ثمَّ غَادَرَهُ عِنْدهَا وذهبوا فقلما لبث حَتَّى جَاءَ زَوجهَا أَبُو معبد يَسُوق أَعْنُزًا عِجَافًا وَكن هزالًا مُخّهنَّ قَلِيل وَاسم أبي معبد قَالَ السُّهيْلي لَا يعرف وَقَالَ العسكري اسْم أَكْثَم بن أبي الجون فَلَمَّا رأى اللَّبن قَالَ مَا هَذَا يَا أم معبد أَنى لَك هَذَا وَالشَّاء عَازِب حِيَال وَلَا حلوبة بِالْبَيْتِ فَقَالَت لَا وَالله إِلَّا أَنه مر بِنَا رجل مبارك فَقَالَ صَفيه يَا أم معبد فَقَالَت رَأَيْت رجلا ظَاهر الْوَضَاءَة أَبْلَج الْوَجْه حسن الْخلق لم تَعبه نجلة وَلم تزر بِهِ صعلة وسيم قسيم فِي عَيْنَيْهِ دعجٌ وَفِي أَشْفَاره وَطف وَفِي صَوته صَحِلَ أحور أكحل أَزجّ أقرن شَدِيد سَواد الشّعْر وَفِي عُنُقه سَطَعَ وَفِي لحيته كثاثة إِن صمت فَعَلَيهِ الْوَقار وَإِن تكلم سما بِهِ وعلاه الْبَهَاء أكمل النَّاس وأبهاهم من بعيد واحسنهم واعلاهم من قريب حُلْو المنطلق فصل لَا نزر وَلَا هذر كَأَن مَنْطِقه خَرَزَات نظم ينحدرن ربعَة لَا تشنؤه عين من طول وَلَا تشنؤه من قصر غُصْن بَين غُصْنَيْنِ وَهُوَ أَنْضَرُ الثَّلَاثَة منْظرًا وَأَحْسَنهمْ قدرا لَهُ رُفَقَاء يحفونَ بِهِ إِذا قَالَ

1 / 351