سمط النجوم العوالي في أنباء الأوائل والتوالي
محقق
عادل أحمد عبد الموجود- علي محمد معوض
الناشر
دار الكتب العلمية
رقم الإصدار
الأولى
سنة النشر
١٤١٩ هـ - ١٩٩٨ م
مكان النشر
بيروت
تصانيف
التاريخ
النَّاس فاتزر بِثَوْب وارتدى بآخر وَأَقْبل إِلَى الْبَيْت الشريف فَطَافَ بِهِ أسبوعًا وأنِشأ يَقُول // (من الرجز) //
(يَا ربّ ردّ راكبي محمّدا ... رد إِلَيّ وَاتخذ عِنْدِي يدا)
(أَنْت الّذي جعلته لي عضدا ... لَا يبعد الدّهر بِهِ فيبعدا)
(يَا ربّ إِن محمّدٌ لم يوجدا ... فَجمع قومِي كلّهم تبدّدا)
قَالَت فسمعنا مناديًا يُنَادي من جو الْهَوَاء معاشر النَّاس لَا تضجوا فَإِن لمُحَمد رَبًّا لَا يضيعه وَلَا يَخْذُلهُ قَالَ عبد الْمطلب ياأيها الْهَاتِف من لنا بِهِ وَأَيْنَ هُوَ قَالَ بوادي تهَامَة فَأقبل عبد الْمطلب رَاكِبًا متسلحًا فَلَمَّا صَار فِي بعض الطَّرِيق تَلقاهُ ورقه بن نَوْفَل فسارا جَمِيعًا فَبَيْنَمَا هما كَذَلِك إِذْ النَّبِي
تَحت شَجَرَة وَفِي روية بَيْنَمَا أَبُو مَسْعُود الثَّقَفِيّ وَعَمْرو بن نَوْفَل يدوران على رواحلهما إِذا هما برَسُول الله
قَائِما عِنْد شَجَرَة الطلحة هِيَ الموز يتَنَاوَل من وَرقهَا فَأقبل عَلَيْهِ عَمْرو وَهُوَ لَا يعرفهُ فَقَالَ لَهُ من أَنْت يَا غُلَام فَقَالَ أَنا مُحَمَّد بن عبد الله بن عبد الْمطلب بن هَاشم فاحتمله بَين يَدَيْهِ على الرَّاحِلَة حَتَّى عبد الْمطلب روى عَن ابْن عَبَّاس ﵄ أَنه قَالَ لما رد الله مُحَمَّدًا
على عبد الْمطلب تصدق بِأَلف نَاقَة كوماء وَخمسين رطلا من الذَّهَب ثمَّ جهز حليمة بِأَفْضَل جهاز قَالَ فِي تَارِيخ الْخَمِيس روى نَافِع بن جُبَير أَنه كَانَ رَسُول الله
مَعَ أمه آمِنَة بعد رد حليمة إِيَّاه لَهَا فَلَمَّا توفيت ضمه وكفله جده عبد الْمطلب ورق عَلَيْهِ رقة لم يرقها على وَلَده وَكَانَ يقربهُ مِنْهُ وَيدخل عَلَيْهِ إِذا خلا وَإِذا نَام وَكَانَ يجلس على فرَاشه وَكَانَ أَوْلَاده لَا يَجْلِسُونَ عَلَيْهِ
1 / 315