225

سمط النجوم العوالي في أنباء الأوائل والتوالي

محقق

عادل أحمد عبد الموجود- علي محمد معوض

الناشر

دار الكتب العلمية

رقم الإصدار

الأولى

سنة النشر

١٤١٩ هـ - ١٩٩٨ م

مكان النشر

بيروت

تصانيف

التاريخ
فَلَمَّا هلك أَبْرَهَة ومزق الْحَبَشَة كل ممزق أقفر مَا حول هَذِه الْكَنِيسَة وَكَثُرت السبَاع حولهَا والحيات فَلَا يَسْتَطِيع أحد أَن يَأْخُذ مِمَّا فِيهَا شَيْئا إِلَى زمن السفاح أبي الْعَبَّاس فَذكرُوا لَهُ أمرهَا فَبعث إِلَيْهَا أَبَا الْعَبَّاس بن الرّبيع عَامله على الْيمن وَمَعَهُ أهل الحزم والجلادة فخربوها وحصلوا مِنْهَا مَالا كثيرا ثمَّ بعد ذَلِك عفى رسمها وَانْقطع خَبَرهَا كَذَا فِي حَيَاة الْحَيَوَان وَقَالَ فِي سيرة ابْن هِشَام فَلَمَّا هلك أَبْرَهَة ملك الْحَبَشَة ملك بعده ابْنه يكسوم بن أَبْرَهَة ثمَّ ملك الْيمن من الْحَبَشَة أَخُوهُ مَسْرُوق بن أَبْرَهَة فَلَمَّا طَال الْبلَاء على أهل الْيمن خرج سيف بن ذِي يزن الْحِمْيَرِي حَتَّى قدم على قَيْصر ملك الرّوم فَشَكا إِلَيْهِ مَا هم فِيهِ وَسَأَلَهُ أَن يُخرجهُ عَنْهُم ويليهم هُوَ وَيبْعَث إِلَيْهِم من شَاءَ من الرّوم فَلم يشكه فَخرج حَتَّى أَتَى النُّعْمَان بن الْمُنْذر وَهُوَ عَامل كسْرَى على الْحيرَة وَمَا يَليهَا من أَرض الْعرَاق فَشَكا إِلَيْهِ أَمر الْحَبَشَة فَبَعثه النُّعْمَان مَعَ وفده إِلَى كسْرَى فَدخل عَلَيْهِ فَقَالَ أَيهَا الْملك غلبنا على بِلَاد الأغربة قَالَ كسْرَى أَي الأغربة الْحَبَشَة أم السَّنَد قَالَ الْحَبَشَة فجئتك لتنصرني وَيكون ملك بلادي لَك قَالَ كسْرَى بَعدت بلادك مَعَ قلَّة خَيرهَا فَلم أكن لأورط جَيْشًا من فَارس بِأَرْض الْعَرَب لَا حَاجَة لي بذلك ثمَّ أجَازه بِعشْرَة آلَاف دِرْهَم وكساه كسْوَة حَسَنَة فَلَمَّا قبض ذَلِك سيف خرج فَجعل ينثر ذَلِك الْوَرق للنَّاس فَقَالَ وَمَا أصنع بِهَذَا مَا جبال أرضي الَّتِي جِئْت مِنْهَا إِلَّا ذهب وَفِضة يرغبه فِيهَا فَجمع مرازبته فَقَالَ مَا ترَوْنَ فِي أَمر هَذَا الرجل فَقَالَ قَائِل أَيهَا الْملك إِن فِي سجونك رجَالًا قد حبستهم للْقَتْل فَلَو أَنَّك بعثتهم مَعَه فَإِن هَلَكُوا كَانَ ذَلِك الَّذِي أردْت بهم وَإِن ظفروا كَانَ ملكا ازددته فَبعث مَعَه كسْرَى من كَانَ فِي سجونه وَكَانُوا ثَمَانمِائَة رجل وَاسْتعْمل عَلَيْهِم وهرز وَكَانَ ذَا سنّ فيهم وأفضلهم حسبًا وبيتًا فَخرج سيف فِي ثَمَان سفائن فغرقت سفينتان وَوصل إِلَى سَاحل عدن سِتّ سفائن فَجمع سيف إِلَى وهرز من اسْتَطَاعَ من قومه وَقَالَ لَهُ رجْلي ورجلك حَتَّى نموت جَمِيعًا أَو نظفر قَالَ وهرز أنصفت وَخرج إِلَيْهِ مَسْرُوق بن أَبْرَهَة ملك الْيمن

1 / 278