سمط النجوم العوالي في أنباء الأوائل والتوالي
محقق
عادل أحمد عبد الموجود- علي محمد معوض
الناشر
دار الكتب العلمية
رقم الإصدار
الأولى
سنة النشر
١٤١٩ هـ - ١٩٩٨ م
مكان النشر
بيروت
تصانيف
التاريخ
جَانِبه فَغضِبت سارة وَقَالَت عَمَدت إِلَى ابْن الْأمة فأجلسته إِلَى حجرك وعمدت إِلَى ابْني فأجلسته إِلَى جَانِبك وَأَخذهَا مَا يَأْخُذ النِّسَاء من الْغيرَة فَحَلَفت لتقطعن مِنْهَا ثَلَاثَة أَعْضَاء أَو تغيرن خلقتها ثمَّ ثاب إِلَيْهَا عقلهَا فتحيرت فِي يَمِينهَا فَقَالَ إِبْرَاهِيم اخفضيها واثقبي أذنيها فَفعلت وحلت من يَمِينهَا فَصَارَ ذَلِك سنة فِي النِّسَاء والخفاض للنِّسَاء كالختان للرِّجَال ثمَّ إِنَّه تهارش إِسْمَاعِيل وَإِسْحَاق كَمَا يتهارش الصّبيان فَغضِبت سارة على هَاجر وَحلفت أَلا تساكنها فِي بلد وَاحِد وَطلبت من إِبْرَاهِيم على نَبينَا وَعَلِيهِ السَّلَام وعَلى سَائِر الْأَنْبِيَاء أَن يعزلها عَنْهَا فَأوحى إِلَى إِبْرَاهِيم أَن يَأْتِي بهاجر وَابْنهَا إِلَى مَكَّة فَذهب بهَا حَتَّى قدم مَكَّة وَهِي إِذْ ذَاك عضاه وَسلم وَمَوْضِع الْبَيْت ربوة حَمْرَاء فَعمد بهَا إِلَى الْحجر بِكَسْر الْحَاء فأنزلها فِيهِ وأمرها أَن تتَّخذ فِيهِ عَرِيشًا ثمَّ انْصَرف فتبعته هَاجر فَقَالَت الله أَمرك بِهَذَا قَالَ نعم قَالَت إِذن لَا يضيعنا فَرَجَعت عَنهُ وَكَانَ مَعهَا مَاء فِي شن فنفد فعطشت وعطش ابْنهَا فَنَظَرت إِلَى الْجَبَل فَلم تَرَ دَاعيا وَلَا مجيبًا فَصَعدت على الصَّفَا ثمَّ هَبَطت إِلَى الْمَرْوَة وعينها من وَلَدهَا حَتَّى نزلت فِي الْوَادي فغابت عَنهُ فهرولت حَتَّى صعدت الْجَانِب الآخر فرأته فاستمرت إِلَى أَن صعدت الْمَرْوَة فَمَا رَأَتْ أحدا فترددت كَذَلِك سبعا فَعَادَت إِلَى وَلَدهَا وَقد نزل جِبْرِيل ﵇ فَضرب بجناحه الأَرْض فنبع المَاء فَرَجَعت هَاجر إِلَيْهِ وحسبته عَن السيلان وَهِي تَقول زم زم تكررها فسميت زَمْزَم لذَلِك وَفِي لفظ النُّبُوَّة لَوْلَا انها اعجلت لكَانَتْ عينا معنيا فَشَرِبت وأرضعت ابْنهَا وَقَالَ لَهَا جِبْرِيل لَا تخافي الضَّيْعَة فَإِن هَهُنَا بَيْتا لله يبنيه هَذَا الْغُلَام وَأَبوهُ وَركب إِبْرَاهِيم منصرفًا من يَوْمه وَكَانَ ذَلِك بِوَحْي الله تَعَالَى قَالُوا ثمَّ مرت رفْقَة من جرهم تُرِيدُ الشَّام فَرَأَوْا طيرًا تحوم على جبل أبي قبيس فَقَالُوا إِن هَذَا الطير يحوم على مَاء فتبعوه فأشرفوا على بِئْر زَمْزَم فَقَالُوا لهاجر إِن شِئْت نزلنَا مَعَك وَالْمَاء ماؤك فَأَذنت لَهُم فنزلوا مَعهَا فهم أول من سكن مَكَّة على هَذِه الرِّوَايَة لَكِن الْأَصَح أَن العمالقة أول من سكنها كَمَا ذكر ذَلِك
1 / 187