عن عقبة بن عامر ﵁ أنه سمع رسول الله ﷺ يقول: " لا يدخل الجنة صاحب مكس ". رواه أبو داود وابن خزيمة في صحيحه والحاكم. قال البغوي: يريد بصاحب المكس: الذي يأخذ من التجار إذا مروا عليه " مَكْسًا " باسم العشر. قال الحافظ: أما الآن فأنهم يأخذون " مكسًا " باسم العشر ومكوسا أخرى ليس لها أسم بل شيء يأخذونه حراما وسحتًا، ويأكلونه في بطونهم نارا، وحجتهم فيه داحضة عند ربهم وعليهم غضب ولهم عذاب شديد.
وعن الحسن قال: مر عثمان بن أبي العاص على كلاب بن أمية وهو جالس على مجلس العاشر بالبصرة فقال: ما يجلسك هاهنا فقال: استعملني في هذا المكان يعني " زيادًا " فقال له عثمان: ألا أحدثك حديثا سمعته من رسول الله ﷺ قال: بلى قال عثمان: سمعت رسول الله ﷺ يقول: " كان لداود نبي الله ساعة يوقظُ فيها أهله يقول: يا آل داود قوموا فصلوا فإن هذه ساعة يستجيب الله فيها الدعاء إلا لساحر أو عَشّار " فركب ابن أمية سفينته وأتى زيادًا فاستعفاه فأعفاه. رواه أحمد والطبراني في الكبير والأوسط ولفظه عن النبي ﷺ قال: " تفتح أبواب السماء نصف الليل فينادى منادٍ هل من داع فيستجاب له وهل من سائل فيعطى؟ هل من مكروب فيفرج عنه؟ فلا يبقى مسلم يدعو بدعوة إلا استجاب الله له إلا زانية تسعى بفرجها أو عَشّار ". وفي رواية له في الكبير أيضًا سمعت رسول الله ﷺ يقول: " إن الله يدنو من خلقه فيغفر لمن يستغفر إلا لبَغِيّ بفرجها أو عشار ". وعن أبي الخير قال: عرض مسلمة بن مخلد وكان أميرًا على مصر على رويفع ابن ثابت أن يولية العشر فقال: إني سمعت رسول الله ﷺ يقول: " إن صاحب المكس في النار " رواه أحمد من راوية ابن لهيعة والطبراني بنحوه. وروى عن أم سلمة ﵂ قالت: كان رسول الله ﷺ في الصحراء وإذا منادٍ ينادي يا رسول الله، فالتفت فلم يرى أحدًا، ثم التفت فرأى ظبيةً مُوثقةً فقالت: ادن مني يا رسول الله فدنا منها فقال: ما حاجتك؟ فقالت: إن لي خشفين في هذا الجبل فحلني حتى أذهب فأرضعهما ثم أرجع إليك قال: وتفعلين؟! قال: عذبني الله عذاب العشار إن لم آتكَ؛ فأطلقها فذهبت فأرضعت خشفيها ثم رجعت فأوثقها وانتبه الأعرابي فقال: ألك حاجة يا رسول الله؟ قال: نعم تطلق هذه فأطلقها فخرجت تغدو وهي تقول: أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدًا رسول الله " رواه الطبراني.
بيان العرفاء:
عن عائشة ﵂ قالت: سمعت رسول الله ﷺ يقول: " ويل للعرفاء ويل للأمناء ليتمنين أقوام يوم القيامة أن ذوائبهم متعلقة بالثريا يُدلون بين السماء والأرض ولم يكونوا عملوا على شيء " رواه أحمد. وفي حديث " العرفاء في النار، والقمار في النار ". وعن أبي هريرة ﵁ أن رسول الله ﷺ قال: " ويل للأمراء، ويل للعرفاء، ليتمنين أقوام يوم القيامة أن ذوائبهم متعلقة بالثريا يُدلون بين السماء والأرض ولم يكونوا عملوا على شيء " رواه ابن حبان في صحيحة والحاكم. وروى سعد بن أبي وقاص ﵁ قال: قال رسول الله ﷺ: " إن في النار حجرًا يقال له " ويل " يصعد عليه العرفاء وينزلون ". وعن أنس ﵁ أن النبي ﷺ مرت به جنازة فقال: " طوبى له إن لم يكن عريفًا ". رواه أبو يعلي وإسناده حسن إن شاء الله تعالى. وعن المقدام بن معدى كرب ﵁ أن رسول الله ﷺ ضرب على منكبيه ثم قال: " أفلحت يا قديم إن مت ولم تكن أميرًا ولا كاتبًا ولا عريفًا ". رواه أبو داود. وعن مودود بن الحارث بن يزيد بن كريب بن يزيد بن يوسف بن حارثة اليربوعي عن أبيه عن جده أنه أتى النبي ﷺ فقال: " يا رسول الله، إن رجلًا من تميم ذهب بمالي كله فقال لي رسول الله ﷺ: " ليس عندي ما أعطيك ثم قال: هل تعرف على قومك أو لا أعرفك على أخوتك قلت: لا. قلت: أما إن العريف يدفع في النار دفعًا ". رواه الطبراني ومودود لا أعرفه.؟
1 / 46