وقال شيخنا شهاب الدين أبو العباس أحمد الزاهد ﵀ في الكلام على الكبائر قال: ومن الكبائر اللواط وهو من أكبر الكبائر إلا الشرك بالله نعوذ بالله منه - ولم يجمع الله ﷾ على أمة من الأمم من أنواع العقوبة ما جمع على اللوطية فإنه - سبحانة وتعالى - طمس أبصارهم، وسود وجوههم، وأمر عبده جبريل ﵇ فقلع قراهم من أصلها، ثم قلبها عليهم فجعل عاليها سافلها، ثم خسف بهم، ثم أمطر عليهم حجارة من السماء، وهذه العقوبات لم يجمعها على غيرهم لشدة مفسدة هذا الذنب العظيم وفحشه وقبحه وشدة غضبه على أهله ومقته لهم وقد أجمع الصحابة ﵃ على قتل فاعله وإن تنوعت آراؤهم في قتله فحرقه خالد بن الوليد ﵁ بأمر أبي بكر ﵁. وقال ابن عباس ﵄: ينظر أعلى بناء في القرية فيلقى منه ثم يتبع بالحجارة. وقد قال ﷺ: " لعن الله من عمل عمل قوم لوط " مرتين وأسناده حسن. وقال: " من وجدتموه يفعل فعل قوم لوط فاقتلوا الفاعل والمفعول به " وفي لفظ: " ارجموا الأعلى والأسفل " رواه الإمام أحمد ﵀ وعمل به وأسناده حسن. وعن جابر بن عبد الله أن النبي ﷺ قال: " إن أكبر وأشد ما أخاف على أمتي عمل قوم لوط ". وقال ﷺ: " إذا كثرت اللوطية رفع الله ﷿ يده عن الخلق فلا يبالي في أي وادٍ هلكوا ". وعن علي بن أبي طالب ﵁ قال: سألت رسول الله ﷺ عن الممسوخات فقال: " ثلاثة عشر نفرا فعدها قيل: ما كان سبب مسخها فذكر الأسباب التي مسخت لأجلها فمنها سبب مسخ الفيل أنه كان جبارًا لوطيًا ". وعن ابن عباس ﵄ يرفعه: " اقتلوا الفاعل والمفعول به والذي يأتي البهيمة والذي يأتي ذوات المحارم ". وعن جابر عن رجل من أصحاب رسول الله ﷺ قال: سمعت رسول الله ﷺ يقول: " إن أشد ما أخاف على أمتي من بعدي عمل قوم لوط فلتراقب أمتي العذاب إذا تكافأ الرجال بالرجال والنساء بالنساء ". والرجل هو عبد الله بن أنس ﵄. وعن ابن عباس ﵄ أن رسول الله ﷺ قال: " لعن الله من ذبح لغير الله، ولعن الله من غير تخوم الأرض، كمه أعمى عن السبيل، ولعن الله من سب والديه، ولعن الله من عمل عمل قوم لوط " وفي لفظ: " ولعن الله من عمل عمل قوم لوط ثلاثًا ". وعن أبي هريرة ﵁ أن رسول الله ﷺ قال: " لعن الله سبعة من خلقه من فوق سبع سموات فردَّ اللعنة على واحدٍ منهم ثلاث مرات، ولعن كل واحد منهم لعنة تكفيه قال: ملعون من عمل عمل قوم لوط، ملعون من عمل عمل قوم لوط، عمل عمل قوم لوط، ملعون من أتى شيئا من البهائم، ملعون من ذبح لغير الله، ملعون من عق والديه، ملعون منغير حدود الأرض، ملعون من تولى غير مواليه وأتى على فاعل ومفعول به فقال: اقتلوهما كما قتلهم الله به فقتلوهم بالحجارة ". ورجم أبو الدرداء ﵁ لوطيًا. وقال ابن عباس ﵄: يرجم وإن كان بكرًا. وقال علي بن أبي طالب: يرجم أحصن أم لم يحصن. وكتب خالد بن الوليد إلى أبي بكر ﵄ في ذلك فاستشار الصحابة ﵃ وقال أشد فيهم قولا علي ﵁ فقال: أرى أن يحرق بالنار. قال: فأجمع أصحاب رسول الله ﷺ على ذلك فكتب أبو بكر إلى خالد أن يحرقه بالنار ثم حرقهم ابن الزبير ثم خالد القشيري. وقال مجاهد رضى الله عنه: لو أن الذي عمل عمل قوم لوط اغتسل بكل قطرة من الأرض وبكل قطرة من السماء لم يزل نجسًا. وعن أبي هريرة رضى الله عنه يرفعه: " لو أن اللوطي اغتسل بكل قطرة أنزلها الله من السماء لم يطهره ذلك أبدًا ". رواه أبو عمر الطرطوسي ﵀ في كتاب تحريم اللواط. وعن مالك قال: قال رسول الله ﷺ: " من مات من أمتي يعمل عمل قوم لوط نقله الله إليهم حتى يحشر إليهم ". قال ابن القيم: وهذا المعنى صحيح وإن لم يصح هذا الحديث. قال الله تعالى: (احشروا الذين ظلموا وأزواجَهم ما كانوا يعبدون من دون الله فاهدوهم إلى صراط الجحيم) قال عمر بن الخطاب: رضى الله عنه: أزواجَهم أشباهَم ونظراءهم. وقال الله تعالى: (وإذا النفوس زُوّجت) وقال النعمان بن بشير عن عمر بن الخطاب رضى
1 / 30