عندما وصلوا إلى «آلو آجبا سيوسو» غادرهم العراف، واتجه يمينا، وما إن أصبح بعيدا عن مدى السمع حتى سارع «أوبيكا» بالقول متسائلا: هل هي عادة العرافين أن يأخذوا الدجاج إلى منازلهم؟
قالت أمه: لقد سمعت أن بعضهم يفعل ذلك، لكنني لم أر مثل ذلك إلا اليوم. لقد دفنوا دجاجتي مع بقية القرابين.
وقال «إيدوجو»: لم أسمع قط عن ذلك. ويبدو لي أن الرجل يخطف كل ما يقع تحت بصره.
أضافت أم «أوبيكا»: كان يجب أن نضحي بالدجاجة. وها قد فعلنا. - وددت لو أسأله هو. - لا يا ولدي، كان من الأفضل أنك لم تفعل؛ فليس هذا وقتا للصراع والنزاع.
ذهب «أوبيكا» وزوجته «أوكواتا» لتحية «إيزولو» قبل أن يتوجها إلى منزلهم الخاص.
قال «أوبيكا»: أبي، هل يأخذ العراف عادة الدجاجة إلى منزله، الدجاجة التي كان ينبغي أن تقدم مع القرابين؟ - لا يا ولدي، وهل هذا ما فعله «أنيبوكا»؟ - نعم، ولقد أردت أن أسأله عن هذا، غير أن أمي أشارت لي بألا أقول له شيئا. - هي ليست عادة، ولكن فلتعرف أن كثيرا من الناس يتمتعون بنهم وشراهة، ومعظمهم من العرافين.
ارتسمت علامات القلق فوق وجه «أوبيكا» فاستطرد «إيزولو»: خذ زوجتك إلى البيت، ولا تجعل مثل هذه الأشياء تضايقك؛ فإن العراف إذا أراد أن يأكل أمعاء القرابين كالنسر فذلك شأنه الخاص، لقد قمت أنت بدورك.
رحل «أوبيكا» مع زوجته، وأحس «إيزولو» بسرور دافئ ملأ قلبه الذي لم يعرف السرور منذ أيام عديدة، ثم تساءل بينه وبين نفسه قائلا: هل تغير «أوبيكا» وصار شخصا آخر؟ لماذا جاء إلى والده ليسأله بمثل هذه الطريقة من الاهتمام؟ كثيرا ما قال «أكيوبو» بأن «أوبيكا» سيتغير سلوكه يوم أن تصبح له امرأة، ربما كان في طريقه للتغيير.
تذكر «إيزولو» أن «أوبيكا» كان في الماضي يراقب العراف حتى يجبره على دفن الدجاجة.
تذكر ذلك و... وابتسم.
صفحة غير معروفة