(١٢٦ ب) بسم الله الرحمن الرحيم
نحمدكَ يا مَنْ نوَّرَ مقاماتِ البلغاءِ بمصابيحِ المعاني، وزَيّنَ ألسنةَ الفصحاءِ بجواهرِ اللُّغَى ويواقيت المباني، وصَرَفَ مالهم مِن الخُطا عن نهج الخَطا، وكَشَفَ لهم عن وجهِ الصوابِ ذيّاكَ الغِطا، ونصلي ونسلمُ على مَنْ هو سابقُ البلغاءِ في حَلْبَةِ اللُّغَى، ومِصْقَعُ (١) مصاقعِ الخُطباءِ فليذرِ اللّغْوَ مَنْ لَغَا، محمدٍ الناطقِ بالصوابِ، الهادي إلى هَدْي الثوابِ، وعلى آلِهِ وأصحابِهِ وأزواجِهِ وأحبابِهِ، ما اختلفتِ المباني اختلافَ الأشباحِ، وائتلفت المعاني مثلَ ائتلافِ الأرواحِ. أما بعدُ فيقولُ الفقيرُ الواهي والحقيرُ اللاهي، مَنْ هو المقصورُ على القصورِ الجَلِي، محمدُ بنُ إبراهيمَ بنِ الحنبليّ، الحلبيّ مولدًا، الربعيّ مَحْتِدًا (٢)، القادريّ مَشْرَبًا، الحنفيّ مَذْهَبًا، صِينَ عن سَهْمِ الوَهْمِ، ولا شِينَ بشيءٍ من سَيِّئٍ الفَهْمِ: لمّا احتجَّ أهلُ الأدبِ، وطمحَ نظرُ مَنْ تأدَّبَ إلى كتابِ (دُرَّةِ الغَوّاصِ في أوهامِ الخَوَاصِ) (٣) للأديب الأصمعيّ والأريبِ الألمعيّ أبي محمد القاسم بن عليّ الرَبعيّ (٤)، كُسِيَ في دارِ النعيم حريرًا، ولا برحَ طَرْفُهُ في مقامِ التنعمِ بها قَرِيرًا، لِما أَنّهُ في عقدِ الفنونِ الأدبيةِ دُرَّة، وفي علومِ العربيةِ غُرَّة، تميلُ إليه النفوس بالمَرَّة، وتَطْمَحُ إليهِ الأنظارُ لما أَنَّهُ قرَّة، وإنْ كانَ للمَهَرَةِ في مضمار القدح في مُهْرَة، وللأذكياءِ في
_________
(١) المصقع: البليغ يتفنن في مذاهب القول.
(٢) المحتد (بفتح فسكون فكسر): الأصل.
(٣) طبع أكثر من مرة.
(٤) هو الحريري صاحب المقامات، ت ٥١٦ هـ. (الأنساب ٤ / ١٣٨، نزهة الألباء ٣٧٩، إنباه الرواة ٣ / ٢٣) .
1 / 23
هيجاءِ البحثِ فيهِ سَيْفٌ ذو شُهْرَة، أَحْبَبْتُ أنْ أُذَيِّلَهُ تذييلًا، وأَضمَّ إلى استعارتِهِ المكنيةِ مني تخييلًا، فشمرَّتُ الذَّيْلَ، ووضعتُ بإذنِ اللهِ تعالى هذا الذَّيْلَ، تذكرةً لإخواني، وتبصرةً لجلةِ خلاّني، وسمّيْتُهُ (سَهْمَ الألحاظ في وَهْم الألفاظ)، إذْ كانَ صَرْفُ هذا السَهْمِ إلى طَرْفِ هذا الوَهْمِ، حيثُ لا حصول للإصابةِ في حيزِ الوصولِ والإصابةِ. واللهَ أسألُ، وإنَّ سواهُ لن يُسأَلَ، أنْ ينفعَ بهِ القاصي والداني، والمثري والعاني، وأنء لا يجعله مَطْمَحَ أنظارِ القادِحين، ولا مطرحَ أَعْراضِ ما لهم ولو مِن بعدِ حِين، ولكن مظنّة لمقبولِ النقول بل مئينة لقبولِ ذوي العقول ما نقول، وسببًا للدعاءِ الجميلِ في العاجِلةِ وطريقًا إلى (١٢٧ أ) الجزاءِ الجليلِ في الآجِلةِ. إنّهُ على كل شيءٍ قديرٌ، وبالإجابةِ معينٌ وجديرٌ.
١ - فمما وهموا فيه وغلطوا: (السُّبْحَةُ) ، بضَمِّ السينِ. والصحيحُ فتحها. وهي بالسينِ أفصحُ من الصادِ، بتصريحِ من صاحبِ القاموس (٥)، فهي على عَكْسِ " صِراط " (٦) لما أَنّهُ بالصادِ أَفْصَحُ من السينِ. ومن ثمَّ جَزَمَ الجَعْبَرِيّ (٧) اختيارَ قراءةِ الصادِ فيه لأنّها الفُصحى القرشية.
_________
(٥) هو مجد الدين محمد بن يعقوب الفيروز آبادي، ت ٨١٧ هـ. (الضوء اللامع ١٠ / ٧٩، بغية الوعاة ١ / ٢٧٣، أزهار الرياض ٣ / ٣٨. وينظر: القاموس ١ / ٢٢٦.
(٦) الفاتحة ٦، ٧ وسور أخرى (ينظر: المعجم المفهرس لألفاظ القرآن الكريم ٤٠٧) .
(٧) إبراهيم بن عمر، عالم بالقراءات، ت ٧٣٢ هـ. (طبقات الشافعية الكبرى ٩ / ٣٩٨، غاية النهاية ١ / ٢١، النجوم الزاهرة ٩ / ٢٩٦) . وينظر: الإقناع في القراءات السبع ٥٩٥، سراج القارئ ٣١، شرح تلخيص الفوائد ١٩.
1 / 24
٢ - ومن ذلكَ: (الأُنْموذَجُ) ففي القاموس (٨): النّموذَجُ، بفتح النونِ: مِثالُ الشيءِ [مُعَرَّبٌ]، والأُنموذجُ لحْنٌ. ولا عِبْرَةَ بقولِ مَنْ سَبَقَهُ كصاحِبِ المُغْرِبِ (٩) حيثُ قال: النّموذَجُ، بالفتح، والأُنموذَجُ، بالضَّمِّ: تعريبُ نَمُوذَه. وكالتّفْتازانيّ (١٠) حيثُ جَزَمَ في مباحثِ الفصاحةِ من شرحِ المفتاح بأنَّ الأُنموذَجَ مُعَرَّبُ نموذه أو نمودار مُقِرًّا للسّكّاكيّ (١١) على استعمالِهِ في مفتاحِهِ.
٣ - ونظيرُ تعريبِ نوذه، إذ صارَ آخِرُهُ جيمًا، تعريبُ (ساذه) (١٢) حتى قِيلَ: ساذَج (١٣)، على مثال قالَب. وليسَ ساذَج كلمةً عربيةً لِما ذَكَرَهُ الجواليقيّ (١٤) من أَنّكَ إذا مَرَّتْ بكَ كلمةٌ اجتمعَ فيها السينُ مع الذالِ فحُكْمُها أَنّها كلمةٌ مُعَرَّبَةٌ عن كلمةٍ أُخرى عَجْمِيّةٍ.
_________
(٨) القاموس ١ / ٢١٠ وما بين القوسين منه.
(٩) هو ناصر الدين المطرزي، ت ٦١٠ هـ. وقوله في المغرب ٢ / ٣٢٨.
(١٠) هو مسعود بن عمر، ت ٧٩٣ هـ. (الدرر الكامنة ٥ / ١١٩، بغية الوعاة ٢ / ٢٨٥، مفتاح السعادة ١ / ٢٠٥) .
(١١) هو يوسف بن أبي بكر صاحب مفتاح العلوم، ت ٦٢٦ هـ. (معجم الأدباء ٢٠ / ٥٨، بغية الوعاة ٢ / ٣٦٤، مفتاح السعادة ١ / ٢٠٣) .
(١٢) في القاموس ١ / ١٩٣ وشفاء الغليل ١٤٨ والألفاظ الفارسية المعربة ٨٨: (ساده) بالدال المهملة.
(١٣) المعرب ٢٤٦.
(١٤) هو موهوب بن أحمد، ت ٥٤٠ هـ. (نزهة الألباء ٣٩٦، معجم الأدباء ١٩ / ٢٠٥، إنباه الرواة ٣ / ٣٣٥) .
1 / 25
٤ - ومِن ذلكَ: (الحِجْرةُ) بالكسر فالسكون: للأُنثى من الخَيْلِ. ففي القاموس (١٥) أيضًا ذَكَرَ أنَّ الحِجْرَ من غيرِ هاءٍ للأُنثى منها وأنّها بالهاءِ لَحْنٌ.
٥ - ومن ذلكَ: (إقْلِيدِسُ) ففي القاموس (١٦) أيضًا: (أُوقْلِيدِسُ، بالضَّمِّ وزيادة الواو: اسمُ رجلٍ وَضَعَ كتابًا في هذا العلم المعروفِ، وقولُ ابنِ عَبّادٍ (١٧): إقْلِيدِس اسمُ كتابٍ، غَلَطٌ) . ووَجْهُ تغليطِهِ إيّاه حذفُ الواوِ لا جَعْلهُ اسمَ كتابٍ، لأنّهُ قد أطْلِقَ على كتابِ ذلكَ الرجلِ كثيرًا بطريقِ المجازِ، ككتبٍ كثيرةٍ أطْلِقَ عليها أسماء واضِعِيها. ولقد كثرَ استعمالُ إقليدس بدونِ الواوِ في كلامِ المولدين حتى كانَ من قبيلِ الغلطِ المشهورِ. ومنه ما وَقَعَ في قولِ بَعْضِهِم (١٨): مُحِيطٌ بأشكالِ الملاحةِ وَجْهُهُ كأنَّ به اقْلِيدسًا يتَحدَّثُ فعارضُهُ خَطُّ استواء وخالُهُ بهِ نُقْطَةٌ والشكْلُ شَكْلٌ مُثَلّثُ ٦ - ومِن ذلكَ: (الكُسُّ) للحِرِ. والصحيحُ أنْ يُقالَ: حِرٌ. ففي القاموسِ أيضًا (١٩): الكُسُّ، بالضَّمِّ، للحِرِ ليسَ من كلامِهم، إنّما
_________
(١٥) القاموس ٢ / ٤.
(١٦) القاموس ٢ / ٢٤٢. وينظر: تثقيف اللسان ١٤١، خير الكلام ١٨.
(١٧) هو الصاحب إسماعيل بن عباد، ت ٣٨٥ هـ. (يتيمة الدهر ٣ / ١٩٢، معجم الأدباء ٦ / ١٦٨، وفيات الأعيان ١ / ٢٢٨) .
(١٨) ابن جابر الضرير في نفح الطيب ٢ / ٦٨١.
(١٩) القاموس ٢ / ٢٤٦.
1 / 26
هو مُوَلّدٌ. هذا كلامُهُ. ويلزمُ منه أنْ يكونَ غَلَطًا بالنسبة إلى كلامِ العربِ العرباء. وعلى استعمالِهِ في كلامِ المولّدِين قولُ مَنْ قالَ: جاءَ الشتاءُ وعندي مِن حوائِجِهِ سَبْعٌ إذا القَطْرُ عن حاجاتنا حُبِسا كِنٌّ وكيسٌ وكانونٌ وكاسُ طلا مع الكباب وكُسّ ناعم وكِسا (٢٠) (١٢٧ ب) ولكونِهِ مُوَلّدًا لم يُجْمَعْ بَيْنَهُ وبَيْنَ الكَمَرَةِ في بَيْتِ مَنْ جَمَعَ بينَ الأعضاءِ العشرةِ التي في أوائلِ أسمائِها الكافُ في بَيْتٍ واحِدٍ فقالَ: إنْ قُلتَ كم في الفتى عضو بأَوَّلِهِ كافٌ فخُذْهُ مني عدًّا يبلغُ العَشَرة كَفٌّ وكَعْبٌ وكشْحٌ كاهِلٌ كَتِفٌ كوعٌ كلى كبدٌ كرسوعٌ الكَمَرَة والكَمَرَةُ، بفتحتين: واحِدةُ الكَمَر، كالثّمَرَةِ واحِدة الثّمَرِ. والمكمورُ: الرجلُ الذي أصابَ الخاتنُ طرفَ كَمَرَتِهِ. وكامرْتُهُ فكمرتُهُ أكمرُهُ: إذا غلبته بعظم الكَمَرَةِ. .
٧ - ومن ذلكَ: (المَرْدَكُوش) بالكافِ، للمَرْزَنجوش. وإنّما هو بالقاف، مُعَرَّبُ مُرْدَه كُوش، بضم الميم، وقد عَرَّبوه بفتح الميم وقلب الكافِ قافًا دون حذف الهاء لثبوتِها خَطًّا فقط. وتفسيره بالمرزنجوش، بزيادةِ نونٍ قبلَ الجيم، هو ما في القاموس (٢١) .
_________
(٢٠) البيتان لابن سكرة في شرح مقامات الحريري للشريشي: ٣ / ٢٥٣ (طبعة أبي الفضل) والنجوم الزاهرة: ٥ / ٣٥٨.
(٢١) القاموس ٢ / ٢٨٧.
1 / 27
وأَمّا مُعَرَّبُ الجواليقي (٢٢) ففيه أَنَّهُ المَرْزَجُوش، بدونِ النونِ، وذلكَ أَنّهُ قالَ فيه: (والمَرْزَجُوش والمَرْدَقُوش والعَنْقَزُ والسّمْسَقُ واحِدٌ. وليسَ المَرْدَقُوش والمَرْزَجُوش من كلام العرب، إنّما هي بالفارسية مَرْدُكوشن أي مَيْتُ الأُذُنِ) . وهو مخالِفٌ لِما مَرَّ مِن حيثُ سكونُ الدالِ وعدم الهاءِ خَطًّا في أَصْلِهِ الفارسيّ على هذا القول.
٨ - ومن ذلكَ: (المَصِّيصَةُ) بتشديدِ الصاد، لبلدٍ في الشام (٢٣) . ففي القاموس (٢٤) أَنّها كسَفِينة وأَنّها لا تُشَدَّدُ.
٩ - ومن ذلكَ: (القَنّبِيطُ) بفتحِ القافِ والنون المشدَّدة. وإنّما هو بضَمِّ القافِ مع فتحِ النونِ المشدَّدةِ (٢٥) .
١٠ - ومن ذلكَ: (طابَ حَمّامُكَ) ففي القاموسِ (٢٦) أَنّهُ لا يُقالُ، وإنّما يُقالُ: طابَتْ حِمّتُكَ، بالكَسْرِ.
١١ - ومن ذلكَ: (انْعَدَمَ) قالَ في القاموسِ (٢٧): وقولُ المتكلِّمِينَ: انعدمَ، لَحْنٌ.
١٢ - ومن ذلكَ قولهم: (الله) بحذفِ الألفِ. فقد جَزَمَ البَيْضَاوِيّ (٢٨)
_________
(٢٢) المعرب ٣٥٧. وفيه: إنما هي بالفارسية: مردقوش.
(٢٣) معجم ما استعجم ١٢٣٥، معجم البلدان ٥ / ١٤٤، وهي فيهما بتشديد الصاد. وضبطها البكري بكسر الميم.
(٢٤) القاموس ٢ / ٣١٨.
(٢٥) تثقيف اللسان ١٠٧، القاموس ٢ / ٣٨٣.
(٢٦) القاموس ٤ / ١٠٠. وفي الأصل: طابت حمامك. وأثبتنا رواية القاموس.
(٢٧) القاموس ٤ / ١٤٨ وفيه: وقول المتكلمين: وجد فانعدم، لحن.
(٢٨) أنوار التنزيل وأسرار التأويل ٣. والبيضاوي هو عبد الله بن عمر، ت ٦٨٥ هـ، (بغية الوعاة ٢ / ٥٢، طبقات المفسرين ١ / ١٤٢، شذرات الذهب ٥ / ٣٩٢) .
1 / 28
بأَنَّهُ لَحْنٌ، وجَعَلَ الحذفَ في قولِهِ (٢٩): أَلاَ لا باركَ اللهُ في سُهَيْلٍ إذا ما اللهُ باركَ في الرجالِ لضرورةِ الشعر، وهو فيه في المصراعِ الأَوَّلِ كما لا يخفى.
١٣ - ومن ذلكَ: (القَيْلولةُ) في معنى الإقالةِ. فلا يُقالُ: سَأُلْتُهُ القَيْلولةَ في البيعِ. قالَ صاحبُ أَدَبِالكاتبِ (٣٠): سألتُهُ الإقالةَ في البيع. والعامةُ تقولُ: القَيْلُولة، وذلكَ خَطَأٌ، إنّما القيلولةُ نومُ نصفِ النهارِ. هذا كلامُهُ (٣١) . ويعضدُهُ عَدَمُ حكايةِ صاحبي الصحاحِ (٣٢) والقاموس إيّاها بهذا المعنى. وقولُ صاحبِ المُغْرِب (٣٣): والقيْلولةُ في مَعنى الإقالة مما لم أجِدْهُ.
١٤ - ومن ذلك: (تُرْياق) بضَمِّ التاءِ، وإنّما هو بكسرها. والدِّرْياقُ لُغَةٌ فيه، كما ذَكَرَهُ الجَواليقي (٣٤)، قالَ: وهو روميّ مُعَرَّبٌ، وأَنْشَدَ (٣٥):
_________
(٢٩) ينظر في البيت: الخصائص ٣ / ١٣٤، المحتسب ١ / ١٨١، ضرائر الشعر ١٣١، خزانة الأدب ٤ / ٣٤١.
(٣٠) هو عبد الله بن مسلم بن قتيبة، ت ٢٧٦ هـ. (طبقات النحويين واللغويين ١٨٣، الفهرست ٨٥، تاريخ العلماء النحويين ٢٠٩) .
(٣١) أدب الكاتب ٤١٧.
(٣٢) صاحب الصحاح هو إسماعيل بن حماد الجوهري، ت ٣٩٣ هـ. (نزهة الألباء ٣٤٤، مرآة الجنان ٢ / ٤٤٦، شذارت الذهب ٣ / ١٣٤) .
(٣٣) المغرب في ترتيب المعرب ٢ / ٢٠٢.
(٣٤) المعرب ١٩٠. وينظر: المدخل إلى تقويم اللسان ق ١ ص ٦١ ففيه أربع لغات هي: الترياق والدرياق والطرياق والدراق.
(٣٥) لرؤبة، ديوانه ١٤٢. وفيه: وترياقي.
1 / 29
رِيقي ودِرياقي شِفاءُ السّمِّ وحَكَى صاحبُ أدبِ الكاتبِ (٣٦): الطِرْياق، بكَسْرِ الطاءِ (١٢٨ آ) أيضًا، فقد تعاقبتِ الحروفُ النِّطْعِيّةُ الثلاثةُ (٣٧) في أَوَّلِهِ، أنّها مِن مخرجٍ واحدٍ تقريبي على ما قَرَّرَ في محلِهِ. وأَمَّا الدِّرْياقَةُ، وهي الخَمْرُ، فلم يحكِ فيها الجواليقي (٣٨) غَيْرَ الدَّالِ، وأَنْشَدَ لحَسّان (٣٩): مِن خَمْرِ بَيْسَانَ تَخَيّرْتُها دِرْياقَةً تُوشِكُ فَتْرَ العِظامْ وبعدَ هذا البيتِ على ما وَجَدْتُهُ بخَطِّ أبي محمدٍ عبدِ الله بنِ بَرِّي المَقْدِسِيّ (٤٠): وهي حرامٌ طَيِّبٌ شُرْبُها يا ربّ ما أَطْيَبَ شُرْبَ الحرامْ ١٥ - ومن ذلك: (طَرْسُوسُ) لبَلَدٍ، بسكونِ الراءِ، في غيرِ الشعرِ، على ما في الصحاح (٤١) من روايتها بفتح الراءِ مع الجزمِ بأَنَّها لا تُخَفّفُ أي بالإسكانِ إلاَّ في الشعر، لأنَّ فَعْلولًا ليسَ من أَبنيتِهِم.
١٦ - ومِثْلُهُ: (القَرَبوس) للسرجِ، جَزَمَ (٤٢) أيضًا بأنّهُ لا يُخَفّفُ إلاَّ في الشعرِ. وقولُ الشاعرِ (٤٣):
_________
(٣٦) لم أقف على قولته في أدب الكاتب.
(٣٧) وهي الطاء والدال والتاء.
(٣٨) المعرب ١٩٠.
(٣٩) ديوانه ١ / ١٠٦ وفيه البيت الأول فقط.
(٤٠) توفي سنة ٥٨٢ هـ. (معجم الأدباء ١٢ / ٥٦، إنباه الرواة ٢ / ١١٠، تبصير المنتبه بتحرير المشتبه ١ / ١٣٩) .
(٤١) الصحاح (طرس) .
(٤٢) أي الجوهري في الصحاح (قربس) .
(٤٣) يزيد بن سلمة. وقيل: محمد بن يزيد بن مسلمة. (الكامل ٥٣٨، دلائل الإعجاز ٥٨، معاهد التنصيص ٢ / ١٣٢) .
1 / 30
وإذا احتبى قَرَبُوسُهُ بعِنانِهِ عَلَكَ الشّكِيمَ إلى انصِرافِ الزائِرِ يحتملُ الإسكانَ على الإضمارِ في (متفاعلن) إلاَّ أنْ يثبتَ التحريك بالفتحِ على التمامِ.
١٧ - ومن ذلك قولُهُم: (قَرَّ) اللهُ عَيْنَكَ. والصوابُ: أَقَرَّ، بالهمزة. وعليه اقتصرَ صاحبُ القاموسِ (٤٤) . والمعنى: أَبّرَدَ اللهُ دَمْعَتَكَ، لأَنَّ دَمْعَةَ السرورِ باردةٌ، ودَمْعَةَ الحُزْنِ حارَّةٌ. وأَقَرَّ مُشْتَقٌّ من القَرورِ، وهو الماءُ البارِدُ (٤٥) . هكذا قالَ الأَصمعيّ (٤٦) . قالَ صاحبُ الفاخِرِ، وهو المُفَضَّلُ بنُ سَلَمَةَ بنِ عاصِمٍ (٤٧) صاحِبُ أبي زكريا يحيى الفَرَّاء (٤٨): وقالَ غيرُ الأصمعيّ: معنى (أَقَرَّ اللهُ عَيْنَكَ) أي صادَفْتَ ما يُرْضيكَ فتقرّ عينُك من النَظَرِ إلى غيرِه. هذا ما نَقَلَهُ عن غيرِ الأصمعيّ. وعلى ما مَرَّ عن الأصمعيّ اعتمدَ بعضُ فُقَهائِنا في مسألةِ بكاءِ البكرِ البالغةِ عندَ الاستئذانِ على نكاحِها فقالَ: إنْ كانَ دَمْعُها بارِدًا فدليلُ الرضَى، أو حارًّا فدليلُ خِلافِهِ. وبالجملةِ فقَرَّ المتعدي خَطَأٌ، وأمّا اللازمُ نحو: قَرَّتْ عَيْنُكَ فصوابٌ.
_________
(٤٤) القاموس ٢ / ١١٥.
(٤٥) ينظر: أمثال أبي عكرمة ١٠٦، الفاخر ٦ والزاهر ١ / ٣٠٠ وفيهما قول الأصمعي.
(٤٦) هو عبد الملك بن قريب، ت ٢١٦ هـ. (مراتب النحويين ٤٦، الجرح والتعديل ٢ / ٢ / ٣٦٣، غاية النهاية ١ / ٤٧٠.
(٤٧) توفي سنة ٢٩١ هـ. (تاريخ بغداد ١٣ / ١٢٤، نور القبس ٣٣٩، طبقات المفسرين ٢ / ٣٢٠) .
(٤٨) توفي سنة ٢٠٧ هـ. (طبقات النحويين واللغويين ١٣١، تاريخ بغداد ١٤ / ١٤٩) .
1 / 31
وللهِ درُّ الزمخشريّ (٤٩) إذْ قالَ في المائِة النوابغِ: (عَيْني تَقَرُّ بِكُمْ عندَ تَقَرُّبِكُمْ) (٥٠) .
١٨ - ومن ذلك: (رُزْمَةُ) الثيابِ، بضَمِّ الراءِ بعدَها زايُ ساكِنَةٌ. والمنقولُ في الفاخِرِ (٥١) كَسْرُ الراءِ: قالَ الأصمعيّ وغَيْرُهُ: إنّما يُقالُ: رِزْمَةٌ لما كانَ في ثيابٌ مختلفةٌ. وهو من قولهِم: قد رازَمَ طعامَهُ، إذا خَلَطَ سَمْنًا وزَيْتًا أوربا وسَمْنًا وغير ذلك. وفي القاموس (٥٢): والرِزْمَةُ، بالكَسْرِ: ما شُدَّ في ثوبٍ واحِدٍ.
١٩ - ومن ذلكَ قولُهُم: جاءوا على (بِكرَةِ) أَبيهِم، بكسرِ الموحدةِ. والمنقولُ (١٢٨ ب) في الفاخِرِ (٥٣) أيضًا فَتْحُها. والمعنى: جاءوا على طريقةٍ واحِدةٍ، أو جاءوا بأجمعِهِم، أو جاءوا بَعْضُهُم إثْرَ بعضٍ. والمعنى الثاني من هذه المعاني الثلاثةِ هو الملحوظُ في زمانِنا.
٢٠ - ومن ذلك قولهم: (في سبيلِ اللهِ عليك) قالَ في أدبِ الكاتبِ (٥٤): وهو خطأٌ، إنّما هو: في سبيلِ اللهِ أَنْتَ.
٢١ - ومن ذلكَ قولهم: إنْ فَعَلْتَ كذا وكذا (فبِها ونِعْمَه) قالَ في أَدَبِ الكاتبِ (٥٥): يذهبون إلى النعمة، وإنّما هو: ونِعْمَتْ، بالتاءِ، في الوَقْفِ. يريدون: ونِعْمَتِ الخَصْلَةُ، فحذفوا. وقالَ قَوْمٌ: فبها ونَعِمْتَ، بكسر العين وتسكين الميم، من النعيم. انتهى.
_________
(٤٩) هو محمود بن عمر، ت ٥٣٨ هـ. (نزهة الألباء ٣٩١، إنباه الرواة ٣ / ٢٦٥، البلغة في تاريخ أئمة اللغة ٢٥٦) .
(٥٠) نوابغ الكلم ٣.
(٥١) الفاخر ٢٦٧. و(أوربا وسمنًا) ليست في الفاخر.
(٥٢) القاموس ٤ / ١١٩.
(٥٣) الفاخر ٢٥.
(٥٤) أدب الكاتب ٤١٣.
(٥٥) أدب الكاتب ٤١٤.
1 / 32
وفي القاموسِ (٥٦): ويُقالُ: إنْ فَعَلْتَ فبِها ونِعْمَتْ، بتاءٍ ساكنةٍ وقْفًا ووَصْلًا، أي نِعْمَتِ الخَصْلَةُ.
٢٢ - ومن ذلك قولهم: (قَفَلْتُ) البابَ، بالتخفيفِ. فقد اقتصرَ الجوهري (٥٧) على حكايةِ أَقْفَلَ البابَ، وقَفّلْتُ الأبوابَ، بالتشديدِ، مثل: أَغلقَ، وغَلّقَ، بهِ أيضًا. ومنه قولُهُ تعالى: " وغَلّقَتِ الأبوابَ " (٥٨) . وجزم صاحب أدب الكاتب (٥٩) بأنّه لا يُقالُ: قَفَلْتُ البابَ، بالتخفيف. وهذا كما لا يُقال: غَلَقْته، بالتخفيف، فهو مَغْلوقٌ، لما أَنّهُ لغة رديئة متروكة، حتى قالَ أبو الأسودِ الدؤلي (٦٠): ولا أقولُ لقِدرِ القومِ قَدْ غَلِيَتْ ولا أقولُ لبابِ الدارِ مغلوقُ وعلى لغةِ أَغْلَقْتُ جاءَ قولُ الفَرَزْدَقِ (٦١): ما زِلْتُ أَفْتَحُ أبوابًا وأُغْلِقُها حتى أَتَيْتُ أبا عَمْرِو بنَ عَمّارِ أَنْشَدَهُ الجوهري (٦٢) . وهو من جملةِ ثلاثةِ أبياتٍ قالها الفرزدَقُ في مدحِ أبي عمرو بن العلاء (٦٣) . فعن الفردزقِ أَنّهُ لمّا توارى أبو عمرو من الحجاجِ (٦٤) ما زالَ يتوصلُ حتى لقيه فقالها، ولكنْ بلفظِ: ما زِلتُ أغلقُ أبوابًا وأفتحها ... ... ... ... ... ... ... . .
_________
(٥٦) القاموس ٤ / ١٨٢.
(٥٧) الصحاح (قفل) .
(٥٨) يوسف ٢٣.
(٥٩) أدب الكاتب ٣٧١.
(٦٠) ديوانه ١٥٩.
(٦١) ديوانه ٣٨٢.
(٦٢) الصحاح (غلق) .
(٦٣) أحد القراء السبعة، ت ١٥٤ هـ. (أخبار النحويين البصريين ٢٢، التيسير ٥، نور القبس ٢٥) .
(٦٤) الحجاج بن يوسف الثقفي، عامل عبد الملك بن مروان على العراق وخراسان، ت ٩٥ هـ. (مروج الذهب ٣ / ١٢٥، الأوائل ٢ / ٦٠، وفيات الأعيان ٢ / ٢٩) .
1 / 33
وسألَهُ عن اسمِهِ فقالَ: أبو عمرو. قالَ: فلم أراجِعْهُ لهيبتِهِ. وقولُ الفرزدقِ إنّهُ ابنُ عمّار، من بابِ النسبةِ بالبنوةِ إلى الجدِّ، وإلاّ فهو أبو عمرو بن العلاء بن عمّار، كما ذكروه.
٢٣ - ومن ذلك قولهم لآلةِ النَجّارِ المخصوصة: (القَدُّومُ) بتشديدِ الدال. ففي أدبِ الكاتب (٦٥) أَنَّهُ لا يُقالُ: قَدُّوم، بتشديدِها. ومِثْلُهُ عن ابنِ السِّكِّيت (٦٦) . وقالَ ابنُ الأنباريّ (٦٧): العامّةُ تُخطِئُ فيها وتُثَقِّلُ. ومثلُهُ في البارعِ (٦٨) . وقَوْلُهُ (٦٩٩: فقلتُ أَعِيراني القَدُومَ لَعَلّني ناطِقٌ بتخفيفِ الدالِ بلا جِدالٍ. فلا مجالَ لاعتبارِ قولِ صاحبِ المُغْرِبِ (٧٠): (وأمّا القَدومُ من آلاتِ النَجّارِ فالتشديدُ فيه لُغَةٌ) بعدَ هذِهِ الأقوالِ. على أنّ صاحبي (١٢٩ آ) المطالعِ والتقريبِ (٧١) لم يحكيا فيها التشديد أصلًا، بل في المطالعِ أَنّها مُخَفّفَةٌ لا غَيْر.
_________
(٦٥) أدب الكاتب ٣٧٨.
(٦٦) إصلاح المنطق ١٨٣. وابن السكيت هو يعقوب بن إسحاق، ت ٢٤٤ هـ. (تاريخ بغداد ٤ / ٢٧٣، معجم الأدباء ١٠ / ٥٠، إنباه الرواة ٤ / ٥٠) .
(٦٧) أبو بكر محمد بن القاسم، ت ٣٢٨ هـ. (الفهرست ٨٢، تاريخ بغداد ٣ / ١١٨، الأنساب ١ / ٣٥٣) . وقولته في كتاب المذكر والمؤنث ٤١٤.
(٦٨) أخل به كتاب البارع المطبوع بتحقيق د. هاشم الطعان، رحمه الله تعالى.
(٦٩) بلا عزو في اللسان (قدم) والمقاصد النحوية ١ / ٣٥٠ وهمع الهوامع ١ / ٢٢٤، وعجزه: أخط به قبرًا لأبيض ماجد.
(٧٠) المغرب في ترتيب المعرب ٢ / ١٦٢.
(٧١) صاحب (مطالع الأنوار على صحاح الآثار) هو ابن قرقول، ت ٥٦٩ هـ. وصاحب (التقريب في علم الغريب) هو ابن خطيب الدهشة، ت ٨٣٤ هـ.
1 / 34
وأمّا ما روي من أَنّهُ (اخْتَتَنَ إبراهيمُ، ﵇، بالقَدُومٍ) (٧٢) فالقدوم فيه مروي بالتشديد والتخفيف. وهو على الأَوَّلِ قريةٌ بالشامِ، كما ذكره صاحب المطالع. زادَ صاحبُ التكملةِ (٧٣) فقال: عندَ حلب. وعلى التخفيف يحتملُ القرية المذكورة وآلة النّجّارِ المخصوصة. قال النوويّ (٧٤): والأكثرونَ على التخفيفِ وعلى إرادةِ الآلةِ.
٢٤ - ومن ذلك قولُهُم: (الكِتّان) لِما يُتّخَذُ منهُ الخيوطُ، بكَسْرِ الكافِ. وإنّما هو بفتحِها على ما في الصحاحِ (٧٥) وأَدَبِ الكاتبِ (٧٦) والتقريبِ من الاقتصارِ على فَتْحِها. وعلى ما في المُغْرِبِ (٧٧) من ضَبْطِهِ بالقلمِ بالفتحِ دونَ غيرِهِ. وهو غيرُ القِنّبِ الذي يُتّخَذُ منهُ الحبالُ عندَ بَعْضٍ، وغيره عندَ بعضٍ. وعليهِ جَرَى استعمالُ أهلِ زماننا.
٢٥ - ومن ذلكَ: هي ثيابٌ (جُدَد) بضم الجيم وفتحِ الدالِ الأولى. وحكَى في أدبِ الكاتبِ (٧٨) ضَمّ الدالِ الأولى، قالَ: (ولا يُقالُ: جُدَدٌ، بفتحِها) . انتهى. وفي الصحاح (٧٩): (وثيابٌ جُدُدٌ، مِثْلُ سريرٍ وسُرُرٍ) . قالَهُ بعدَ أنْ قالَ ما نَصُّهُ: (وجَدَّ الشيءُ، أي صارَ جَدِيدًا، وهو نقيضُ الخَلَقِ. وثوبٌ جديدٌ، وهو في معنى مجدودٍ، يُرادُ بهِ حينَ جَدَّهُ الحائكُ، أي قَطَعَهُ) . فاحتملَ جُدُدٌ أنْ يكونَ جمعًا لجديدٍ بكلا مَعْنَيَيْه.
_________
(٧٢) النهاية في غريب الحديث والأثر ٤ / ٢٧.
(٧٣) هو الصغاني المتوفى ٦٥٠ هـ في كتابه التكملة والذيل والصلة ٦ / ١١٨.
(٧٤) يحيى بن شرف، ت ٦٧٦ هـ. (النجوم الزاهرة ٧ / ٢٧٨، الأعلام ٩ / ١٨٥) .
(٧٥) الصحاح (كتن) .
(٧٦) أدب الكاتب ٣٨٨.
(٧٧) المغرب في ترتيب المعرب ٢ / ٢٠٨.
(٧٨) أدب الكاتب ٣٩٤.
(٧٩) الصحاح (جدد) .
1 / 35
٢٦ - ومن ذلك قولُهُم: (انحفظَ) و(انقرأَ) و(انكتبَ) . ففي ديباجةِ الانفعالِ (٨٠) للإمامِ الصغاني أنّ (انحفظ وانقرأ وانكتب) مستحدثٌ استحدثه المولّدون مما لا يُعتدُّ بوجودِهِ ولا يُعبأُ بكونِهِ.
٢٧ - ومن ذلك: (الجَبْهَةُ) و(الجَبينُ) لا يكادُ الناسُ يفرقونَ بينهما. والجَبْهَةُ مَسْجِدُ الرجلِ الذي يُصيبهُ نَدَبُ السجودِ، والجبينانِ يكتنفانها، من كلِّ جانبٍ جبينٌ. كذا في أدبِ الكاتبِ (٨١) . وصاحِبُ القاموس (٨٢) على التفرقةِ بينهما أيضًا. فقد قَطَعَ بأنَّ الجَبّهَةَ موضعُ السجودِ من الوجه أو مستوى ما بينَ الحاجبين إلى الناصية. وأنّ الجبينين حرفانِ مُكْتَنِفا الجَبْهَةِ من جانبيهما فيما بينَ الحاجبين مُصْعِدًا إلى قُصاصِ الشَعَر. إلى أنْ نَقَلَ قولًا آخرَ في تفسيرِ الجبينِ فقالَ: أو حُروفُ (٨٣) الجَبْهةِ ما بَيْنَ الصُّدْغَيْنِ مُتّصِلًا بحذاءِ (٨٤) الناصيةِ كُلُّهُ جبينٌ. انتهى. وفي عمدةِ الحفاظِ (٨٥) في تفسيرِ قولِهِ تعالى: " وتَلّهُ للجبينِ " (٨٦) أَنّهُ واحدُ الجبينين، وهما جانِبا الجبهةِ.
_________
(٨٠) الانفاعل ١ - ٢. والصغاني هو الحسن بن محمد بن الحسن، ت ٦٥٠ هـ، كما سلف. (معجم الأدباء ٩ / ١٨٩، النجوم الزاهرة ٧ / ٢٦، شذرات الذهب ٥ / ٢٥٠) .
(٨١) أدب الكاتب ٣٦. وينظر: تقويم اللسان ١١٠، خير الكلام في التقصي عن أغلاط العوام ٢٧.
(٨٢) القاموس ٤ / ٢٠٨ و٢٨٢.
(٨٣) من القاموس. وفي الأصل: حرف.
(٨٤) من القاموس. وفي الأصل: عدا.
(٨٥) (عمدة الحفاظ في تفسير أشرف الألفاظ): كتاب في غريب القرآن ما زال مخطوطًا، ومؤلفه أحمد بن يوسف المعروف بالسمين الحلبي، ت ٧٥٦ هـ.
(٨٦) الصافات ١٠٣.
1 / 36
٢٨ - ومن (١٢٩ ب) ذلك قولُهُم: هو ابنُ عَمِّي (لَحِيح) . وإنّما المنقولُ في الصحاحِ (٨٧) وأدبِ الكاتبِ (٨٨): هو ابنُ عَمِّي لَحًّا، وهو ابنُ عَمٍّ لحٍّ. قالَ في الصحاح: (ولَحِحَتْ عينُهُ، بالكَسْرِ، إذا لَصِقَتْ بالرَمَصِ. وهو أَحَدُ ما جاءَ على الأصلِ، مِثْلُ: ضَبِبَ البَلَدُ، بإظهارِ التضعيفِ. ومنه قولُهُم: هو ابنُ عَمِّي لَحًّا، أي لاصِقُ النّسَبِ. ونُصِبَ على الحالِ لأَنَّ نعتٌ للعَمِّ. ما قبله معرفة. ونقول في النكرة: هو ابن عم لح، بالكسر، لأنه نعت للعم [وكذلكَ المؤنثُ والاثنانِ والجمعُ] (٨٩) . فإنْ لم يَكنْ لَحًّا، وكانَ رجلًا من العشيرةِ قُلْتَ: هو ابنُ عَمّ الكَلالَةِ، وابنُ عَمٍّ كلالَةٌ) . هذا كلامُهُ. وكلالةٌ فيه، بالرفعِ، صفةُ ابنٍ، لا بالخفضِ صِفةُ عمٍّ بخلافِ لَحٍّ في مثالِ النكرةِ فإنّهُ صفةُ عَمٍّ، كما ذكرهُ.
٢٩ - ومن ذلك قولُهُم: وَقَعَ في الشرابِ (ذُبّانةٌ) أو (ذُبّان) بضَمِّ الذالِ المعجمةِ وتشديدِ الموحدةِ، على توهمِ الذُبّانَةِ، بالنونِ، واحدة الذُبّان، كالذُبَابةِ، بالموحدة بعدَ الألفِ، واحدة الذُبَاب، بضَمِّ ذالِهما وتخفيفِ بائِهما. والصوابُ أنْ يقالَ: وَقَعَ فيه ذُبَابةٌ أو ذُبَابٌ، بالباءِ دونَ النونِ (٩٠) نَعَمْ يُقالُ: ذِبّان، بالكسر، في جمعِ ذُباب، كغِربانٍ في جَمْع غُرابٍ. حكاه الجوهريّ (٩١) . قالَ: ولا تَقُلْ: ذِبّانةٌ، يعني بالكَسْر،
_________
(٨٧) الصحاح (لحح) . ٥٣ وينظر المنصف ١ / ٢٠٠، وسفر السعادة ١ / ٤٥٤.
(٨٨) أدب الكاتب ٥٣.
(٨٩) من الصحاح.
(٩٠) لحن العوام ٣١، تثقيف اللسان ١٩٤، المدخل إلى تقويم اللسان ق ٤ ص ٩٧، الجمانة في إزالة الرطانة ١٣.
(٩١) الصحاح (ذيب) .
1 / 37
على أنّها واحدةُ الذِبّانِ، بالكَسْرِ، بناء على أَنَّهُ جنسٌ لا جمعُ ذُبابٍ. بقيَ شيءٌ وهو أَنَّ مَنْ أهملَ ذالَ الذُبَابِ فقد لَحَنَ أيضًا. وكذا مَنْ أهملها وفتحَ الميمَ من المِذَبّةِ، إذْ هي الآلةُ التي يُطْرَدُ بها الذُبابُ، من: ذَبَبْتُ عن فُلانٍ: طردت عنهُ. فتكون بالإعجامِ والكَسْرِ جزمًا.
٣٠ - ومن ذلكَ: (الكِلْوةُ) بكسر الكافِ. وإنّما هي الكُلْيةُ أو الكُلْوَةُ، بالضمِّ فيهما. قال ابنُ السِّكِّيت (٩٢): ولا تَقُلْ: كُلْوة. ومثلُهُ قالَ في أدبِ الكاتبِ (٩٣) بضبطِ كُلْوة، التي لا تُقالُ بالكَسْرِ. وعلى ضَمِّ كُلْوة اقتصرَ صاحبُ القاموسِ (٩٤) .
٣١ - ومن ذلكَ قولُهُم: عِرْقُ (الإنسا) ، بزيادةِ همزةٍ. وإنّما الصوابُ تركها. قالَ ابنُ السِّكِّيتِ (٩٥): (هو عِرْقُ النّسا. قالَ: وقالَ الأصمعيّ: هو النّسَا، ولا تقُلْ: عِرْقُ النّسَا، كما لا تَقُلْ: عِرْقُ الأَكْحَلِ ولا عِرْقُ الأَنْجَلِ، وإنّما هو الأكْحَلُ والأَنْجَلُ) . كذا في الصحاح (٩٦) . وما في القاموسِ (٩٧) عن الزَّجّاجِ (٩٨): (لا تقل: عِرْقُ النّسَا، لأنَّ الشيَ لا يُضافُ إلى نفسِهِ) فمردودٌ لأنَّ هذه الإضافةَ من بابِ إضافةِ العامِ إلى الخاصِ، نحو شجر الأراك، وعلم الفقه.
_________
(٩٢) إصلاح المنطق ٣٤٢ وفيه: وتقول: هذه كلية، ولا تقل: كلوة.
(٩٣) أدب الكاتب ٤٠٨.
(٩٤) القاموس ٤ / ٣٨٣.
(٩٥) إصلاح المنطق ١٦٤. وينظر: التنبيه على غلط الجاهل والنبيه ٥٩٦، خير الكلام ٥٩، ويلاحظ أن ابن الحنبلي نقل قول ابن السكيت من الصحاح.
(٩٦) الصحاح (نسا) .
(٩٧) القاموس ٤ / ٣٩٥.
(٩٨) ينظر: الرد على الزجاج في مسائل أخذها على ثعلب ٢١. والزجاج هو أبو إسحاق إبراهيم ابن السري، ت ٣١١ هـ. (تاريخ بغداد ٦ / ٨٩، معجم الأدباء ١ / ١٣٠، طبقات المفسرين ١ / ١٧) .
1 / 38
فإنْ كانَ المنعُ لمجردِ ذلكَ فالمنعُ في حيزِ المنعِ. نَعَمْ إنْ كانَ لِما أنّ ذلكَ غير مسموع، فافهمْ.
٣٢ - ومن ذلك قولُ بَعْضِهِم: (يا هو) فعَنِ الشيخِ أبي حَيّان (٩٩) (١٣٠ آ) أَنَّهُ قالَ: وقولُ جَهَلَةِ الصوفيةِ في نداءِ اللهِ: يا هو، ليسَ جاريًا على كلامِ العَرَبِ. هذا كلامُهُ. وحُكْمُ كلامِهِم في هذا المقام أَنَّ النداءَ يقتضي الخِطابَ، فلا يكونُ ضميرُ الغَيْبَةِ، وكذا ضميرُ التكلمِ، مندى. وأَمّا ضميرُ الخِطابِ ففيه خِلافٌ. وظاهِرُ كلامِ ابنِ مالكٍ (١٠٠) أَنّهُ يجوزُ، فتقولُ: يا إيّاك، ويا أَنتَ. قالَ: و(يا إيّاك) هو القياسُ، لأنّ المنادى منصوبٌ، فلا يكونُ إلاّ مِن ضمائِر النصبِ. وأَمّا (يا أَنْتَ) فشاذٌ. هذا كلامُهُ. وقد استشهدَ على ما جَوَّزَهُ مِن (يا إيّاك) و(يا أَنْتَ) بشاهدين. إلاّ أنَّ الشيخَ أبا حيّان قد تأوَّلهما بما نَقَلَهُ الغَرناطيّ (١٠١) عنه في محله من شرحِ الدُرَّةِ الألفية (١٠٢) .
٣٣ - ومن ذلك: (الجُعْبَةُ) بضَمِّ الجيمِ، لكِنانةِ النُّشّابِ. وإنّما هي بَفتحِها (١٠٣) .
_________
(٩٩) هو أثير الدين محمد بن يوسف الأندلسي النحوي المفسر، ت ٧٤٥ هـ. (الدرر الكامنة ٥ / ٧٠، حسن المحاضرة ١ / ٥٣٤، البدر الطالع ٢ / ٢٨٨) .
(١٠٠) هو جمال الدين محمد بن مالك، ت ٦٧٢ هـ. (تذكرة الحفاظ ١٤٩١، الوافي بالوفيات ٣ / ٣٥٩، فوات الوفيات ٣ / ٤٠٧) . وينظر: التسهيل ١٧٩، شرح الكافة الشافية ١٢٩٠ وينظر أيضًا في هذه المسألة: الإنصاف ٣٢٥، المساعد على تسهيل الفوائد ٢ / ٤٨٢ - ٤٨٣، خزانة الأدب ١ / ٢٨٩.
(١٠١) هو أبو جعفر أحمد بن يوسف صاحب ابن جابر الضرير، ت ٧٧٩ هـ. (الدرر الكامنة ١ / ٣٦١، بغية الوعاة ١ / ٤٠٣) .
(١٠٢) لابن معطي المغربي المتوفى ٦٢٨ هـ.
(١٠٣) اللسان والتاج (جعب) .
1 / 39
٣٤ - ومن ذلك: (السُّدَابُ) بضَمِّ المهملةِ وإهمال الدّالِ، للبَقْلِ المعروفِ. وإنّما هو بفتحِ المهملةِ وإعجام الدّالِ (١٠٤) .
٣٥ - ومن ذلك: (البَرْغُوثُ) بفتحِ الأَوَّلِ. وإنّما هو بضَمِّهِ (١٠٥) .
٣٦ - ومن ذلك: (السُّنْبادِجُ) بكَسْرِ الدالِ المهملة، للحجر الذي يجلو به الصَّيْقَلُ السيوفُ. وإنّما هو بفتحِ الذالِ المعجمة (١٠٦) .
٣٧ - ومن ذلك: (الشّيْطَرَجُ) للدواءِ المعروفِ، بفتحِ الشينِ. وإنّما هو بكَسْرِها (١٠٧) .
٣٨ - ومن ذلك: (الصَّهْريجُ) بفتحِ الصادِ، لحوضٍ يجتمعُ فيه الماءُ. وإنمّا هو بكَسْرها. والجمعُ: الصَّهارِيجُ. وفي مُعَرّبِ الجواليقيّ (١٠٨) أنّ الصَّهاريجَ كالحِياضِ يجتمعُ فيها الماءُ. فلمْ يجعلْها حِياضًا، وهو الأَظهر. وقالوا في المفردِ والجمعِ: صِهْرِيٌّ، بكسرِ الصادِ أيضًا، وصهاري، فقَلَبوا الجيمَ ياءً وأَدْغَموا. وهذا كما قَلَبَ الياءَ جيمًا مَنْ قالَ (١٠٩): خالي عُوَيْفٌ وأَبو عَلِجِّ أرادَ: وأبو عَلِيّ، فَقَلَبَ الياءَ جيمًا، إلاَّ أنَّ المنقلبَ ثَمَةَ مُخَفّفٌ، وها هُنا مُشَدَّدٌ.
٣٩ - ومن ذلكَ: (لَمَحَهُ): اخْتَلَسَ النظَر إليه. وإنّما المنقولُ في القاموس (١١٠): لَمَحَ إليه.
_________
(١٠٤) جمهرة اللغة ١ / ٢٥٠، المعرب ٢٣٧، شفاء الغليل ١٤٧، معجم أسماء النباتات ٧١، (١٠٥) القاموس ١ / ١٦٢.
(١٠٦) القاموس ١ / ١٩٥.
(١٠٧) القاموس ١ / ١٩٦، وتذكرة أولي الألباب ١ / ٢٢٠ وهو معرب جيترك بالهندية.
(١٠٨) المعرب ٢٦٣. وينظر: المدخل إلى تقويم اللسان ق ١ ص ٧٨، اللسان والتاج (صهرج) .
(١٠٩) بلا عزو في الكتاب ٢ / ٢٨٨ وشرح شواهد الشافية ٢١٢. وينظر: معجم شواهد العربية ٤٥٦.
(١١٠) القاموس ١ / ٢٧٤.
1 / 40
٤٠ - ومن ذلك: (اتّزَرَ) ففي القاموسِ (١١١): (وائتَزَرَ بِهِ وتأزَّرَ [به] ولا تَقُل اتّزَرَ) . قالَ: (وقد جاءَ في بَعْضِ الأحادِيثِ ولَعَلَّهُ من تحريفِ الرَّواةِ) . انتهى. وعلى اللغةِ الأولى جاءَ في الحديثِ: (كانَ يُباشِرُ بعضَ نسائِهِ وهي مُؤتَزِرةٌ في حالةِ الحَيْضِ) (١١٢) . أي مشدودةُ الإزارِ. قالَ صاحبُ النهايةِ: وقد جاءَ في بعضِ الرواياتِ: وهي مُتّزِرَةٌ، وهو خَطَأٌ، لأنّ الهمزةَ لا تُدْغَمُ في التاء. انتهى. ولا (١٣٠ ب) يردّ عليه (اتخذ) لأنّه من (تخذ) لا من أَخَذَ، وهما بمعنى.
٤١ - ومن ذلك: (الجِبْرِينيُّ) في النسبة إلى جِبْرِين كغِسْلين، لقرية بناحيةِ عَزَازَ (١١٣)، منها أحمدُ بنُ هِبَةِ الله النحوي المُقْرِئُ (١١٤) ففي القاموسِ (١١٥) أَنَّ النسبةَ إليها: جِبْرانيٌّ، على غيرِ قياسٍ. قالَ: وضبطَهُ ابنُ نُقْطَة (١١٦) بالفتحِ.
٤٢ - ومن ذلك: (الجُلُّنارُ) بضَمِّ الجيمِ واللامِ المشّدَّدَةِ، لزَهْرَةِ الرمّانِ. وإنّما هو بضَمِّ الجيم وفتحِ اللامِ [المشدَّدّةِ]، مُعَرَّبُ كُلْنارَ (١١٧) .
_________
(١١١) القاموس ١ / ٣٦٣ والزيادة منه.
(١١٢) النهاية في غريب الحديث والأثر ١ / ٤٤. وصاحب النهاية هو مجد الدين ابن الأثير واسمه المبارك بن محمد، ت ٦٠٦ هـ. (معجم الأدباء ١٧ / ٧١، إنباه الرواة ٣ / ٢٥٧، طبقات الشافعية الكبرى ٨ / ٣٦٦) .
(١١٣) معجم البلدان ١ / ١٠١ و٤ / ١١٨ وهما من أعمال حلب.
(١١٤) المشتبه في الرجال ١ / ١٩٧، تبصير المنتبه بتحرير المشتبه ٢٨٢ وفيهما ضبط ابن نقطة بفتح الجيم من جبراني.
(١١٥) القاموس ١ / ٣٨٥.
(١١٦) هو محمد بن عبد الغني، ت ٦٢٩ هـ. (وفيات الأعيان ٤ / ٣٩٢، تذكرة الحفاظ ١٤١٢، الوافي بالوفيات ٣ / ٢٦٧) .
(١١٧) القاموس ١ / ٣٩٢ والزيادة منه. وينظر: بحر العوام فيما أصاب فيه العوام ٩١.
1 / 41
٤٣ - ومن ذلك: (اعزاز) بهمزة في أَوَّلِهِ، لبلدةٍ قُرَبَ حَلَب. وإنّما هو بدونِها معَ فتحِ أَوَّلِهِ، كطَرابُلُس، بفتحِ الأولِ، للبلدتينِ: التي بالشامِ والتي بالمغرب، خلافًا لِمَنْ (١١٨) قالَ: إنّ الشامِيّةَ أَطْرابُلُسُ، بهمزةٍ في أَوَّلِهِ، والمغربية بدونِها.
٤٤ - ومن ذلك: (خَناصِرَةُ) بفتحِ الخاء، لبلدةٍ من عَمَلِ حَلَبَ. وإنّما هي بضَمِّها (١١٩) .
٤٥ - ومن ذلك: (الزُّمّارَةُ) بضَمِّ الزاي، لِما يُزمَرُ بِهِ، كالمِزْمارِ. وإنّما هي بفَتْحِها، كجَبّانَةٍ (١٢٠) .
٤٦ - ومن ذلك: (الزَّنْبُورُ) بفتحِ الزاي، للذُّبابِ اللسّاعِ. وإنّما هو بضَمِّها (١٢١) .
٤٧ - ومن ذلك: (الزَّعْتَرُ) بفتحِ الزاي، للنبتِ المعروف. وإنّما هو سَعْتَرٌ أو صَعْتَرٌ، بالسينِ أو الصادِ (١٢٢) .
٤٨ - ومن ذلك: (القُبّار): بالقافِ (١٢٣)، للأَصَفِ (١٢٤) . وإنّما هو الكَبَرُ، بالكافِ وتحريك الباء. وأفادَ صاحبُ القاموسِ (١٢٥) أنّ العامّةَ تقولُ: كُبّارٌ، بالكافِ. ومن كلامِ بعضِ المُحدثين مما استعملَ فيه الزعترَ والقبّارَ، ما أَنْشَدْنِيه شيخُنا الأديبُ الأريبُ علاء الدين أبو الحسن عليّ الموصليّ (١٢٦) لأديبٍ
_________
(١١٨) هو الفيروز آبادي في القاموس ٢ / ٢٢٦.
(١١٩) القاموس ٢ / ٢٤.
(١٢٠) القاموس ٢ / ٤٠.
(١٢١) ٢ / ٤١.
(١٢٢) معجم أسماء النباتات ٨٧.
(١٢٣) لحن العوام ٤٣، شفاء الغليل ٢١٤.
(١٢٤) النبات ٣٤ وفيه: زعم بعض الرواة أن الأصف لغة في اللصف.
(١٢٥) القاموس ٢ / ١٢٤.
(١٢٦) علي بن محمد بن عبد الرحمن، ت ٩٢٥ هـ. (درر الحبب في تاريخ أعيان حلب ١ / ٢ / ٩٧٩، الكواكب السائرة بأعيان المئة العاشرة ١ / ٢٦٤) .
1 / 42