الصاحبي في فقه اللغة
الناشر
محمد علي بيضون
رقم الإصدار
الطبعة الأولى ١٤١٨هـ
سنة النشر
١٩٩٧م
لما أتى خبَرَ الزُّبيْر تواضَعَتْ ... سور المدينة والجبال الخشع
و١:
بكى حارِثُ الجولان من هُلْكِ ربه
[و] ٢:
لَوْ انَّك تُلْقِي حَنْظَلًاُ فَوْقَ بَيْضِنا ... تحدرج [عن ذي ساحه المتقارب]
ويقولون٣:
ضَرَبتُه فِي الملتقى ضَرْبةً ... فزال عن مَنْكِبِهِ الكاهلُ
فصار ما بَيْنَهما رَهْوةً ... يمشي بِهَا الرَّامِح والنّابِلُ
باب نفي ضمنه إثبات:
تقول العرب: "لَيْسَ بحُلو ولا حامضٍ" يريدون أنه جَمَعَ من ذا وذا. وَفِي كتاب الله جلّ ثناؤه: ﴿لَا شَرْقِيَّةٍ وَلَا غَرْبِيَّةٍ﴾ ٤ قال أبو عبيدة: لا شرقيّة تضحى للشرق ولا غربية لا تضحى للشرق لكنها شرقية غربيّة يصيبها ذا وذا: الشرق والغرب.
باب الاشتراك:
معنى الاشتراك: أن تكون اللفظة محتملة لمعنين أَوْ أكثر، كقوله جلّ ثناؤه: ﴿فَاقْذِفِيهِ فِي الْيَمِّ فَلْيُلْقِهِ الْيَمُّ بِالسَّاحِلِ﴾ ٥ فقوله: ﴿فَلْيُلْقِهِ﴾ مشترك بَيْنَ الخبر وبين الأمر، كَأَنَّه قال: فاقذفيه فِي اليم يُلْقِهِ اليم. ومحتمل أن يكون اليمُّ أمر بإلقائه.
١ للنابغة الذبياني، ديوانه: ٢١٣، وعجزه: وحوران منه موحش متضائل وحارث الجولان: جبل. ٢ ديوان قيس بن الخطيم: ٨٦، وتاج العروس: مادة "سوم"، وإتمامه من الديوان. والسام: عروق الذهب، الواحدة: سامة، وأرادوا بالسام: خطوط ذهب على البيض تموه بها. والبيضة: الحديد، أي الخوذة، والتي توضع على الرأس. تحدرج: أي تدحرج، والمراد أن القوم تراصوا في الحرب حتى لو ألقيت حنظلا فوق بيضهم لهم يصل إلى الأرض. ٣ الحيوان للجاحظ: ٦/ ٤١٣، ونسبته إلى ذي اليمينين. ٤ سورة النور، الآية: ٣٥. ٥ سورة طه، الآية: ٣٩.
1 / 207