الصاحبي في فقه اللغة
الناشر
محمد علي بيضون
رقم الإصدار
الطبعة الأولى ١٤١٨هـ
سنة النشر
١٩٩٧م
ثناؤه". وقال: ﴿فَقَدْ صَغَتْ قُلُوبُكُمَا﴾ ١ وهما قلبان، وقال: ﴿بِمَ يَرْجِعُ الْمُرْسَلُونَ﴾ ٢ وهو واحد يدلّ عليه قوله جلّ ثناؤه: ﴿ارْجِعْ إِلَيْهِمْ﴾ ٣.
باب آخر:
العرب تصف الجميعَ بصفة الواحد كقوله جلّ ثناؤه: ﴿وَإِنْ كُنْتُمْ جُنُبًا﴾ ٤ فقال جنبًا وهم جماعة. وكذلك قوله جلّ ثناؤه: ﴿وَالْمَلَائِكَةُ بَعْدَ ذَلِكَ ظَهِيرٌ﴾ ٥. ويقولون: قوم عَدْل ورِضىً" قال زُهَيْر٦:
وإن يَشْتَجرْ قوم يَقُلْ سَرَواتهمْ ... هُمُ بيننا فَهُمُ رِضىً وهم عَدْلُ
وربما وصفوا الواحدَ بلفظ الجميع فيقولون: "بُرْمةٌ أشعارٌ" و"ثوب أهدام" و"حبل أحْذاقٌ" قال٧:
جاء الشتاء وقميصي أخْلاَقْ ... شَراذِمٌ يضحك منه التَّوَّاقْ
فأخبرني علي بن إبراهيم عن محمد بن فرح عن سلمة عن الفرّاء قال: التَّوّاق ابنه. ومن الباب ﴿مَا كَانَ لِلْمُشْرِكِينَ أَنْ يَعْمُرُوا مَسَاجِدَ اللَّهِ﴾ ٨، إنما أراد المسجد الحرام. ويقولون: "أرض سَبَاسب" يسمّون كل بقعة منها "سَبْسَبًا" لاتِّساعها.
ومن الجمع الذي يُراد به الاثنان قولهم: "امرأة ذات أوْراكٍ ومآكِمَ".
باب مخاطبة الواحد بلفظ الجميع:
ومن سنن العرب مخاطبة الواحد بلفظ الجميع، فيقال للرجل العظيم "انظروا في أمري". وكان بعض أصحابنا يقول: إنما يقال هذا لأنّ الرّجل العظيم يقول:
١ سورة التحريم، الآية: ٤. ٢ سورة النمل، الآية: ٣٥. ٣ سورة النمل، الآية: ٣٧. ٤ سورة المائدة، الآية: ٣٧. ٥ سورة التحريم، الآية: ٦. ٦ ديوان زهير بن أبي سلمى: ٦١. ٧ الأزهية: ٣٠ بلا عزو. وخزانة الأدب: ١/ ٢٣٤. ٨ سورة التوبة، الآية: ١٧.
1 / 162